اتُّهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"إهانة" فرنسا بعد أن قطع جولته بين الجمهور في الجزائر إثر هتافات معادية من أحد الحشود تتهمه بأن الغاز هو كل ما يهمه، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Times البريطانية الأحد 28 أغسطس/آب 2022.
الصحيفة البريطانية قالت إن هذا الحادث الذي وقع في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام للدولة الشمال إفريقية يمثل انتكاسة لجهود الرئيس الفرنسي لإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر.
بينما وصف ماكرون هذه الزيارة بأنها محاولة لتسهيل التعاون في مشكلات مثل الهجرة ومكافحة الإرهاب. ونفى المزاعم القائلة بأن هدفه الحقيقي زيادة حصة فرنسا من الغاز الجزائري وسط أزمة الطاقة ووصفها بأنها "هراء".
لكن تقارير إعلامية هدمت إنكاره بإشارتها إلى أن المفاوضات جارية لزيادة إمدادات الغاز من الجزائر إلى فرنسا بنسبة تصل إلى 50% لتعويض خسارتها من الغاز الروسي.
فيديو ماكرون في الجزائر
حيث يُظهر مقطع مدته 17 ثانية نُشر على حساب ماكرون على تويتر تلقيه ترحيباً حاراً من حشد من الجزائريين كانوا يرغبون في مصافحته.
لكن مقطع آخر أطول مدة نشره جيريمي تروتين، الصحفي في محطة الإذاعة الفرنسية RMC، رسم صورة مختلفة، يتصرف فيها الحشد بعدائية.
إذ قال واحد ممن ضمهم الحشد: "فرنسا تلتهم بلادنا". وقال آخر: "نحن ضد فرنسا لأنها آذتنا كثيراً". وقال ثالث: "ماكرون يريد شيئاً واحداً فقط: الغاز".
حين بدأ الناس في توجيه الشتائم أيضاً، دفع الحراس الشخصيون ماكرون نحو سيارته. أما هو فتجاهل الهتافات، واستمر في الابتسام والتلويح قبل إبعاده عن الحشد الذي بدأ يهتف: "1، 2، 3 فيفا لالجيري (واحد، اثنان، ثلاثة، تحيا الجزائر)".
"يا لها من إهانة لفرنسا"
من جانبه، قال إريك سيوتي، المرشح لمنصب الرئيس القادم لحزب الجمهوريين المعارض من يمين الوسط: "يا لها من إهانة لفرنسا!".
لكن مكتب ماكرون رفض هذه الانتقادات، ووصف الزيارة بالناجحة. وقال إن ماكرون هو من قرر قطع جولته لتحاشي إصابة الناس وهم يتدافعون لمصافحته.
يُشار إلى أن الجزائر تمد فرنسا بـ8.5% من احتياجاتها من الغاز. وقال متحدث رسمي باسم الحكومة بعد حوالي 24 ساعة من عودة ماكرون إلى فرنسا، إن المحادثات بدأت لزيادة إمدادات الغاز الجزائرية.
بينما رفض تأكيد التقارير الإعلامية عن رغبة فرنسا في زيادة الواردات بنسبة 50%، قالت وزارة الطاقة الفرنسية الإثنين 29 أغسطس/آب، إن المحادثات جارية بين شركة الغاز الفرنسية العملاقة إنجي وسوناطراك الجزائرية بهدف زيادة محتملة لواردات الغاز إلى فرنسا.
هذا الإعلان أكد صحة تقارير إعلامية نُشرت في مطلع الأسبوع الماضي. وأضافت الوزارة في بيان: "هذه المحادثات جزء من استراتيجية الحكومة لتنويع واردات الغاز منذ عدة أشهر".