تعهدت اليابان، اليوم السبت، 27 أغسطس/آب 2022، بتقديم مساعدات بقيمة 30 مليار دولار للتنمية في إفريقيا، قائلة إنها تريد توطيد العلاقات مع القارة، في ظل تهديد النظام الدولي القائم على القوانين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
إذ قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، في كلمته أمام مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (تيكاد) المنعقد في تونس، إن طوكيو ستعمل على ضمان شحن الحبوب إلى إفريقيا وسط نقص عالمي.
وأضاف كيشيدا، عبر دائرة تلفزيونية، بعد أن ثبتت إصابته بكوفيد-19 "إذا تخلينا عن مجتمع قائم على القوانين، وسمحنا بتغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن بالقوة، فإن تأثير ذلك لن يمتد عبر إفريقيا فحسب، بل عبر العالم بأسره".
كما أوضح كيشيدا أن مبلغ 30 مليار دولار سيتم تسليمه على مدى ثلاث سنوات، وتعهد بمبالغ أصغر لتحقيق الأمن الغذائي، بالتنسيق مع بنك التنمية الإفريقي.
منح 100 مليون دولار لتونس
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية التونسية عن وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي قوله، إن اليابان منحت تونس 100 مليون دولار للمساعدة في تخفيف آثار جائحة كورونا.
وتونس هي ثاني دولة إفريقية تستضيف مؤتمر "تيكاد"، بعد كينيا في 2016، ونظمت حكومة اليابان قمة "تيكاد" في نسختها الأولى عام 1993.
ومنحت القمة الرئيس التونسي قيس سعيد أكبر منصة دولية له منذ انتخابه في 2019، وتأتي بعد سيطرته على سلطات واسعة، تم إعلانها رسمياً من خلال استفتاء على الدستور، وهي خطوة يصفها معارضوه بأنها انقلاب.
وفي تصريحاته، الجمعة، 26 أغسطس/آب، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الياباني، أكد وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، مراراً التزام تونس بالديمقراطية، الأمر الذي شكك فيه منتقدو سعيد.
وينتظر أن يشارك 30 رئيس دولة وحكومة في النسخة الثامنة من الندوة المنعقدة اليوم السبت، وغداً الأحد في عاصمة تونس الساعية أيضاً للاستفادة من الفرص الاقتصادية التي تتيحها الشراكة مع اليابان، وبقية دول القارة ضمن برامج ثنائية ومتعددة الأطراف.
يأتي هذا فيما، قدّرت وسائل إعلام يابانية أن الحدث سيكون بمثابة "رد" من طوكيو على الولايات المتحدة وأوروبا ومنافستها الأبرز الصين التي تعمل بخطى حثيثة على ترسيخ وجودها في إفريقيا لا سيما عبر مشاريع بنى تحتية في إطار مبادرتها "الحزام والطريق".
الخلاف بين تونس والمغرب
وأثارت القمة خلافاً بين تونس والمغرب، الذي استاء من قرار سعيد دعوة جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، وهي منطقة تعتبرها الرباط جزءاً من سيادتها.
واستدع المغرب سفيره للتشاور من تونس، التي ردت بالمثل. وقالت الرباط إن قرار دعوة زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، اتُّخذ ضد رغبة اليابان. ولم تعلق طوكيو على الأمر بعد.
وتونس نفسها بحاجة إلى دعم مالي في الوقت الذي تواجه فيه أزمة تلوح في الأفق في المالية العامة، والتي تفاقمت بسبب الضغط العالمي على السلع الأساسية. واصطفت طوابير طويلة الأسبوع الماضي أمام محطات البنزين وسط نقص الوقود، فيما بدأت المتاجر تقنين بعض السلع.