قال رئيس المخابرات الإسرائيلية "الموساد" ديفيد بارنياع، الجمعة، 26 أغسطس/آب 2022، إن توقيع الاتفاق الدولي مع إيران بشأن برنامجها النووي "ينذر بكارثة استراتيجية".
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال بارنياع إن "الاتفاق النووي مع إيران الذي يتم النظر فيه الآن سيسبب كارثة استراتيجية؛ لأنه سيسهل جهود إيران طويلة الأمد للحصول على قنبلة نووية".
وأشارت الصحيفة العبرية واسعة الانتشار إلى أنه في إحاطات عقدها مع رئيس الوزراء يائير لابيد، قال برنياع، إن "الصفقة ستضخّ محفظة لإيران بمليارات الدولارات التي سيتم تحويلها لتمويل الجماعات، بما في ذلك حزب الله اللبناني وحركة حماس والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى وكلاء آخرين. وسيشكل هذا تحدياً لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل".
الصفقة أسواء من عام 2015
الصحيفة العبرية أضافت أن بارنياع "وصف الصفقة بأنها أسوأ من سابقتها عام 2015، لأنه يوجد الآن مزيد من المعلومات حول القدرات العسكرية لإيران".
كما قال رئيس "الموساد"، إنه "رغم حقيقة اكتشاف أكاذيب إيران بشأن طموحاتها النووية، فإن الولايات المتحدة مستعدة الآن لتوقيع اتفاق رغم رفض إيران الرد على تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وتابعت الصحيفة: "يعتقد برنياع أن الاتفاقية الجديدة ستضيف شهراً إلى ثلاثة أشهر فقط إلى الوقت الذي ستحتاجه إيران لتحقيق عتبة نووية، لكن لن يتم منعها من الحصول على صواريخ أرض – أرض".
وفق "يديعوت أحرونوت" فقد أكد بارنياع أن "الموساد يواصل جهوده لمنع الإيرانيين من تحقيق قدرات نووية"، وأكد قائلاً: "التزاماتنا باقية بغض النظر عن أي اتفاق".
كما تابع رئيس الموساد في انتقاد مباشر للقوى الدولية: "إنهم يوقعون صفقة مماثلة لتلك التي تم توقيعها في 2015 لكن العالم تغيَّر. لقد طور الإيرانيون أجهزة طرد مركزي متطورة والتهديدات والتقنيات مختلفة".
وكانت إسرائيل وصفت الاتفاق المتبلور بأنه "سيئ"، مشددة على أنه "لا يلزمها".
تل أبيب ليست قلقة من رد أمريكا
وفي وقت سابق، قال موقع "إكسيوس" الأمريكي، في تقرير نشره، الجمعة، 26 أغسطس/آب 2022، إنه عندما وصل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا إلى واشنطن، كانت حكومته قلقة للغاية من أن إدارة بايدن بتقديم تنازلات جديدة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
في سياق موازٍ، يقول 3 مسؤولين إسرائيليين إن هذا القلق تضاءل بعد الزيارة، وقد اقتربت الولايات المتحدة وإيران كثيراً من التوصل إلى اتفاق لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015 في الأسابيع الأخيرة، لكن بعض المطالب الإيرانية الرئيسية لا تزال دون حل. وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، شددت الولايات المتحدة مواقفها بشأن تلك المطالب.
من جانبها، عارضت الحكومة الإسرائيلية باستمرار جهود إدارة بايدن لإنقاذ الصفقة؛ حيث قال رئيس الوزراء يائير لابيد إنه حتى الاستمرار في التفاوض سيظهر الضعف، ويقول البيت الأبيض إن سبب اقتراب الصفقة الآن هو أن إيران قدمت تنازلات كبيرة. لكن الجانب الإسرائيلي كان يشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة قد تخفف من مواقفها لتجاوز الصفقة.
ومنذ شهور، يتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى، في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في مايو/أيار 2018.