قال موقع "إكسيوس" الأمريكي، في تقرير نشره، الجمعة 26 أغسطس/آب 2022، إنه عندما وصل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا إلى واشنطن، كانت حكومته قلقة للغاية من أن إدارة بايدن كانت على وشك تقديم تنازلات جديدة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
في سياق موازٍ يقول 3 مسؤولين إسرائيليين إن هذا القلق تضاءل بعد الزيارة، وقد اقتربت الولايات المتحدة وإيران كثيراً من التوصل إلى اتفاق لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015 في الأسابيع الأخيرة، لكن بعض المطالب الإيرانية الرئيسية لا تزال دون حل. وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، شددت الولايات المتحدة مواقفها بشأن تلك المطالب.
إسرائيل تعارض الاتفاق النووي
من جانبها عارضت الحكومة الإسرائيلية باستمرار جهود إدارة بايدن لإنقاذ الصفقة؛ حيث قال رئيس الوزراء يائير لابيد إنه حتى الاستمرار في التفاوض سيظهر الضعف، ويقول البيت الأبيض إن سبب اقتراب الصفقة الآن هو أن إيران قدمت تنازلات كبيرة. لكن الجانب الإسرائيلي كان يشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة قد تخفف من مواقفها لتجاوز الصفقة.
من جانبه فقد التقى هولاتا بمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، ومنسق الشرق الأوسط بريت ماكغورك، وتلقى إحاطة بشأن رد الولايات المتحدة على المواقف الإيرانية، قبل يوم واحد من نقلها رسمياً إلى إيران كتابياً، وقال لبيد في اجتماع لحزبه السياسي في تل أبيب إن الولايات المتحدة قبلت العديد من الطلبات الإسرائيلية في ردها.
كان أحد أكبر مخاوف إسرائيل هو أن الولايات المتحدة ستضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإغلاق تحقيقاتها في نشاط إيران النووي غير المعلن، كما طلبت طهران.
ممارسة ضغوط
في سياق موازٍ أوضح المسؤولون الأمريكيون الكبار لهولاتا أن الولايات المتحدة لن تمارس ضغوطاً سياسية على الوكالة، على حد قول المسؤولين الإسرائيليين.
فيما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي علناً، في اليوم التالي، إن الولايات المتحدة لن توافق على جعل الاتفاق النووي مشروطاً بإغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
جون كيربي كذلك أضاف: "لقد أبلغنا إيران، في العلن والخاصة، بأنه يجب عليها الإجابة على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إنها الطريقة الوحيدة لمعالجة هذه المخاوف. وأبلغ كيربي المراسلين: "وموقفنا من ذلك لن يتغير".
كان هناك مصدر قلق إسرائيلي آخر، وهو التخفيف المحتمل للقيود المفروضة على ممارسة الأعمال التجارية مع الشركات الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري (IRGC) بعد الصفقة.
من جانبه أكد البيت الأبيض لإسرائيل أنه لن يخفف من موقفه، وبحسب المسؤولين الإسرائيليين كان القلق الثالث يتعلق بالضمانات الاقتصادية التي ستحصل عليها إيران لحمايتها من سيناريو ينسحب فيه رئيس أمريكي مستقبلي من الصفقة، كما فعل ترامب في عام 2018.
تجديد العقوبات
حيث طالب الإيرانيون الشركات الدولية التي توقع عقوداً في إيران بالحصول على فترة سماح مدتها 2.5 عام من تجديد العقوبات الأمريكية ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، لن توافق الولايات المتحدة على فترة السماح هذه إلا إذا بقيت إيران في الصفقة لمدة 2.5 عام.
في حين قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الإدارة "اتبعت مقاربة مدروسة ومبدئية لهذه المفاوضات منذ البداية"، وأضاف المتحدث أن "الثغرات ما زالت قائمة، ونواصل التفاوض".
لكن بعد رحلة إيال هولاتا قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم مطمئنون إلى أن الولايات المتحدة لا تخطط لمنح إيران المزيد من التنازلات، كما رأوا أن الضربة الجوية الأمريكية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا هي علامة على أن الولايات المتحدة لا تتعجل في التوصل إلى اتفاق نووي.
لكن يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الضغط الإسرائيلي أثر على رد الولايات المتحدة على مواقف إيران، ويخططون لمواصلة مشاركتهم لمحاولة منع أية تنازلات أمريكية.