لم يتبقّ من الأسير الفلسطيني خليل عواودة (40 عاماً)، سوى 40 كيلو من وزنه، بعد أن فقد نصفه، بسبب إضرابه عن الطعام، احتجاجاً على احتجازه من قِبل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2021، بدون توجيه أي تهمة له.
محامية عواودة أطلقت جرس إنذار حول حالته الصحية الأربعاء 24 أغسطس/آب 2022، وقالت إن موكلي قد يموت في أي لحظة.
وانتشرت قبل أيام صور للأسير وهو طريح الفراش، وقد بدا عليه الضعف بشكل كبير، لكنه بدا صامداً على موقفه الرافض لفك إضرابه حتى ينال حريته.
إسرائيل تتكتم على التهم الموجهة لعواودة
واعتقلت إسرائيل خليل عواودة (40 عاماً) في ديسمبر/كانون الأول 2021، وتحتجزه منذ ذلك الحين دون تهمة أو محاكمة، وهو إجراء يُعرف بالاعتقال الإداري.
والاعتقال الإداري، هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود "ملف سري" للمعتقل، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد لـ 6 أشهر قابلة للتمديد مرات عديدة.
لم تقدم إسرائيل سوى تفاصيل قليلة عن الاتهامات بحق عواودة، فقد قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إن المحاكم العسكرية أيدت اعتقاله عدة مرات "وتبين أن المواد السرية في قضيته تشير إلى أن إطلاق سراحه سيهدد أمن المنطقة".
وفي مارس/آذار، بدأ عواودة إضراباً عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحه. وقالت محاميته أحلام حداد إنه يعيش على الماء فقط منذ ذلك الحين.
ضغوط مصرية للإفراج عن عواودة
ودعا وسطاء مصريون في الآونة الأخيرة إلى الإفراج عن عواودة بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء قتال استمر لثلاثة أيام في غزة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي.
من جانبه، قال مصدر أمني مصري، طلب عدم الكشف عن هويته، الأربعاء، إن مصر قدمت قائمة أسماء من بينها عواودة لمسؤولين إسرائيليين، وإن إسرائيل وعدت بالنظر فيها رغم إبدائها تحفظات على بعض الأسماء.
ومع قيام القوات الإسرائيلية بعمليات شبه يومية في الضفة الغربية ضد من يشتبه بأنهم نشطاء، فإن وفاة عواودة قد تؤدي إلى تأجيج الأزمة المتصاعدة منذ شهور.
"جسمي بياكل ببعضه"
وقال عواودة لرويترز من سريره في المستشفى: "أشعر أن جسمي من جواه قاعد بياكل في بعضه… لكن من فضل الله، الصمود والصبر ومعية الله هي التي تشد الأزر وترفع الهمم".
ونُقل عواودة في الآونة الأخيرة من سجن الرملة إلى مستشفى أساف هاروفي في إسرائيل بسبب تدهور حالته الصحية.
وأوقف الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي مؤقتاً أمر الاعتقال الإداري بحق عواودة، بسبب تدهور حالته؛ لكن متحدثاً عسكرياً قال إنه ليس مسموحاً له بمغادرة المستشفى.
وتمكن عواودة من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة دون طعام على الأرجح؛ بسبب توقفه عن الإضراب لمدة أسبوعين قبل نحو شهرين، حيث تلقى مكملات الفيتامينات، بحسب ناجي عباس، المسؤول عن حالة السجناء في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل.
في ذلك الوقت، وافق عواودة، الذي يزن الآن 40 كيلوغراماً بعد أن فقد حوالي 45 كيلوغراماً، على إنهاء إضرابه عن الطعام، معتقداً أنه على وشك الإفراج عنه، بحسب عباس.
بينما ترفض إسرائيل حتى الآن السماح لعائلة عواودة بزيارته. وتعيش العائلة بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، وتؤيد قراره مواصلة إضرابه عن الطعام.
وقالت زوجته دلال عواودة إنه تم اعتقاله من دون تهمة أو محاكمة، وإنه سيواصل المطالبة بإطلاق سراحه.