قالت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" إن الحاخام الفرنسي اليهودي، حاييم كورسيا، كان ينوي زيارة مدينتي وهران وتلمسان خلال الزيارة الرسمية مع ماكرون، لكنه تراجع عن ذلك، وسيكتفي بزيارة مقبرة يهودية في الجزائر العاصمة بضاحية بولوغين.
وكشفت المصادر نفسها أن زعيم الطائفة اليهودية في فرنسا يسعى إلى اعتراف من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بحق "يهود الجزائر" كما يسميهم في العودة إلى "وطنهم"، وزيارة مقابر عائلاتهم وأجدادهم المدفونين في الجزائر.
ووفق المصدر ذاته؛ فإن الحاخام حاييم يسعى لإعادة بعث مطالب اليهود بالحصول على تعويضات جراء إخراجهم من الجزائر أو إعادتها لهم.
ويتحدث كثيراً من يسمون أنفسهم "يهود الجزائر" عن منازلهم في الجزائر وترميم قبور أجدادهم، ومن أبرز المطالبين بذلك المغني الشهير إنريكو ماسياس، المولود بولاية قسنطينة شرقي الجزائر.
وتأكد رسمياً اصطحاب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الحاخام الأكبر ليهود فرنسا حاييم كورسيا، في زيارته المرتقبة إلى الجزائر، بداية من الخميس 25 أغسطس/آب الجاري.
وتُعدّ زيارة حاييم كورسيا للجزائر الأولى من نوعها لرجل دين يهودي بهذا الحجم إلى الجزائر منذ 1962، تاريخ استقلال الجزائر ورحيل اليهود مع الفرنسيين.
من هو حاييم كورسيا؟
يعرف عن زعيم الطائفة اليهودية في فرنسا حاييم كورسيا أنه صهيوني متعصب لدولة إسرائيل، وينكر حق الفلسطينيين في بناء دولتهم على أرضهم، وهو من مواليد مدينة ليون الفرنسية سنة 1963 لأبوين ولدا في الجزائر ودفنا فيها بعد وفاتهما.
ولد وعاش والد كورسيا في مدينة وهران، بينما ولدت وعاشت والدته في مدينة تلمسان، وهما مدينتان تقعان أقصى غربي الجزائر.
وعمل كورسيا كقسيس يهودي في الجيش الفرنسي، وكان أيضاً رئيساً لمدرسة حاخامية، وتم انتخابه في يونيو/حزيران 2014 كزعيم للجالية اليهودية في فرنسا.
يذكر أن أغلب أفراد الطائفة اليهودية التي كانت تعيش في الجزائر في ظل الاستعمار الفرنسي غادروا مع المستعمرين الفرنسيين بعد إعلان استقلال الجزائر سنة 1962.
وكان يربط الطائفة اليهودية تحالف قوي مع الاستعمار الفرنسي طيلة 130 سنة، بعدما كانوا يعيشون كمواطنين عاديين إبان الحكم العثماني للجزائر.
هل هي بداية للتطبيع؟
حذّر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، أكبر حزب إسلامي معارض في البلاد، من محاولات جر الجزائر نحو التطبيع، منتقداً اصطحاب ماكرون معه زعيم الطائفة اليهودية في فرنسا حاييم كورسيا.
وأضاف مقري في منشور على صفحته الرسمية عبر موقع فيسبوك: "فرنسا الرسمية تدق مسمار التطبيع أكثر بإحضار كبير اليهود في فرنسا المساند للكيان والمنكر للحق الفلسـطيني. وللتمويه على الأهداف التطبيعية أحضر ماكرون في حقائبه كذلك عميد مسجد باريس".
وقال كورسيا إن زيارته للجزائر تاريخية وذات شجون، معبراً عن سعادته بالذهاب إلى الجزائر للمرة الأولى في حياته، وهو البلد الذي وُلدت وعاشت فيه عائلته.
وأضاف الحاخام لقناة فرانس24 أنه "يتشوق إلى رؤية هذه الأرض التي لطالما قرأ عنها الكثير عبر الكتب والمقالات".
وتمنى كبير الطائفة اليهودية الفرنسية أن تكون الزيارة بداية لعودة جميع اليهود الذين ولدوا في الجزائر للوقوف على مقابر أقاربهم، الذين دفنوا في الضفة الأخرى من المتوسط.
وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر توفيق بوقعدة لـ"عربي بوست" إن زيارة حاييم كورسيا رفقة ماكرون تندرج في إطار مسعى اللوبي الصهيوني لكسر حائط الرفض الذي بنته الجزائر في وجه التطبيع، الذي أصبح معدياً في المنطقة العربية.
وأضاف المتحدث أن اليهود يريدون، من خلال زيارة زعيمهم في فرنسا، لفت انتباه العالم إلى أن لديهم حقاً تاريخياً في الجزائر يجب أن يسترد، أما بخصوص إن كانت هذه الزيارة تعني فتح باب التطبيع، فيرى بوقعدة أنه لا يجب تحميل الزيارة أكثر من حجمها، لا سيما أن موقف الجزائر واضح من التطبيع، وقد أكد على ذلك مراراً رأس الدولة وكل المؤسسات.
“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”