أُرسِلَ جواسيس أوكرانيا إلى روسيا لمراقبة الجيش الروسي خلال الأيام التي سبقت الهجوم على أوكرانيا في أواخر فبراير/شباط 2022، وصادفوا "الكثير" من الجنود السكارى، بحسب تقريرٍ جديد لصحيفة Washington Post الأمريكية.
فيما قايض الجنود الروس الوقود والمؤن الأخرى بالكحول على ما يبدو. إذ قال مسؤول أوكراني اطلع على تقارير الجواسيس: "كان الكثير منهم في حالة سكر"، وذلك حسبما نشر موقع Business Insider الأمريكي في تقريره الجمعة 19 أغسطس/آب 2022.
تقارير عن الجيش الروسي
في حين لاحظ الجواسيس كذلك خلو بعض تشكيلات الدبابات من أطقم القيادة أو فرق الصيانة، مما أشار إلى أن روسيا لم تكن مستعدةً للحرب ومنع بعض المسؤولين في أوكرانيا من تصديق أن روسيا ستحاول الهجوم فعلياً. ويبدو أن روسيا لم تكن جاهزةً على مختلف الأصعدة، لكنها مضت قدماً في تنفيذ خطتها على أي حال.
كذلك اعتمد تقرير الصحيفة الأمريكية على مجموعة من المواد الحساسة التي جمعها مسؤولو أوكرانيا وأجهزتها الأمنية، ليقدم مجموعةً من التفاصيل الدقيقة عن إخفاقات الاستخبارات الروسية قبيل الحرب.
تشكيل شبكة من العملاء
إذ بدأت روسيا وضع أساسات الهجوم قبل سنوات بحسب التقرير، وشكلت شبكةً كبيرة من العملاء في أوكرانيا بهدف الإطاحة بالحكومة وإخضاع الجمهورية السوفييتية السابقة.
كان يُعتقد قبل الهجوم أن روسيا قادرة على هزيمة القوات الأوكرانية في غضون أيام إذا بدأت توغلها العسكري فعلياً، لكن نتيجة المواجهة كانت مختلفةً على أرض الواقع.
كذلك يمكن القول إن الهجوم كان مهيناً للجيش الروسي على مختلف الأصعدة، حيث عانى من خسائر مهولة في القوات والمعدات.
خطط الحرب الفاشلة
من جانبه، يتحمل جهاز الأمن الفيدرالي الجزء الأكبر من المسؤولية عن خطط الحرب الفاشلة، وعن الثقة المفرطة التي حفّزت الأهداف الطموحة للجيش الروسي، وفقاً للتقرير.
إذ عرض جهاز الأمن الفيدرالي تقييمات إيجابية مضللة على الكرملين، وأشارت تلك التقييمات إلى أن الشعب الأوكراني سيفتح ذراعيه لاستقبال روسيا.
في حين قال مسؤولٌ أمني غربي بارز للصحيفة الأمريكية: "حملت التقييمات الكثير من الأفكار الحالمة. وشعر جهاز الأمن الفيدرالي بأن الورود ستنثر على الطريق أمام القوات الروسية". ويبدو أن الجهاز ظن أن شن هجومٍ خاطف سيؤدي لإسقاط الحكومة الأوكرانية سريعاً. لكن ضباط الجهاز انسحبوا من كييف في النهاية مع بقية القوات الروسية، حسب التقرير.
كما أشارت تقارير سابقة إلى أن بوتين تلقى معلومات استخباراتية سيئة لأن مستشاريه ينتابهم "الخوف الشديد" من تزويده بتقييمات سلبية. حيث انتهى المطاف بالأفراد الذين أغضبوا الزعيم الروسي في السابق إلى الوفاة في ظروفٍ غامضة وعنيفة أحياناً، بينما زُج بالآخرين في السجون.