وجَّهت الصين تحذيراً إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، من مغبَّة الاستجابة لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية والإضرار بالعلاقات مع بكين، بحسب موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 17 أغسطس/آب 2022.
إذ بعث ليو جيان تشاو، رئيس قسم الشؤون الدولية بالحزب الشيوعي الصيني، رسالة إلى إيريت بن آبا، سفيرة إسرائيل في بكين، بشأن العلاقات الثلاثية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبكين، وفقاً لمسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية.
المسؤولون أشاروا إلى أن ليو شدد على أهمية العلاقات الثنائية بين الصين وإسرائيل، لا سيما التعاون بينهما في مجال التكنولوجيا.
كان اجتماع الأربعاء الماضي 10 أغسطس/آب أول اجتماع بين الجانبين منذ أن تولى ليو جيان تشاو منصبه الوزاري الجديد بكل ما له من تأثير كبير.
وشهدت العلاقات بين البلدين خلافات في الماضي بشأن القضية الفلسطينية، فالصين تعترف بدولة فلسطينية على أساس الاتفاقات الدولية وتُناصر الفلسطينيين باستمرار في الأمم المتحدة.
نقطة اختبار حاسمة
لكن ليو قال إنه على الرغم من هذه الاختلافات، فإنه لا يوجد صراع بين الصين وإسرائيل، وإنما مصالح مشتركة طويلة الأمد.
انتقل ليو بالحديث بعد ذلك إلى التوتر الجاري في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وقال إن الصين تتفهم خصوصية العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، إلا أنها تراقب مراقبة وثيقة تأثير تلك العلاقة على سياسات إسرائيل حيال الصين.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن ليو قال: "إنها نقطة اختبار حاسمة للعلاقات بين الصين وإسرائيل"، وإنه يأمل ألا تجازف إسرائيل بإيذاء المستقبل الجدير بالتفاؤل للعلاقات بين إسرائيل والصين لكي تُوائم السياسة الأمريكية تجاه بكين.
إقليم شينجيانغ
وتطرق ليو خاصةً إلى حثِّ إسرائيل على عدم "الانجرار" إلى الموقف الأمريكي بأن الصين ترتكب إبادة جماعية في إقليم شينجيانغ، لا سيما أن إسرائيل كانت قد وقَّعت بياناً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يونيو/حزيران يدين تصرفات الصين هناك.
وزعم المسؤول الصيني أن أي مزاعم بانتهاك الصين لحقوق الإنسان لا أساس لها من الصحة، وتنطوي على إهانة للشعب الصيني، مدعياً أن الصين لم "تطلق رصاصة واحدة" على أحد منذ 40 عاماً على خلاف الولايات المتحدة التي شنت حرباً في العراق وأفغانستان.
وقال ليو، بحسب المسؤولين الإسرائيليين، إن "الشعب (اليهودي) لديه كثير من الأمور المشتركة مع الشعب الصيني. ولا يوجد سبب يجعل أحدنا يؤذي الآخر. إذا أساءت إسرائيل للصين بسبب الضغوط الخارجية، فإنها تكون قد اتخذت قراراً سياسياً خاطئاً".
"موقف الصين بشأن فلسطين لم يخدمنا"
على الجانب الآخر، قالت السفيرة الإسرائيلية لكبار المسؤولين الصينيين إن إسرائيل مستقلة في سياستها الخارجية -ويشمل ذلك استقلال سياستها حيال بكين- لكنها لفتت إلى أن تصرفات الصين في الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية لم تخدم العلاقات.
إذ قالت بن آبا إن إسرائيل تنتظر ألا يكون لأي طرف ثالث تأثير في السياسة الصينية تجاه إسرائيل.
فيما أوضح المسؤولون الإسرائيليون أنهم لا يعرفون على وجه التحديد سبباً يدفع الصين إلى توجيه هذه الرسالة الحادة غير المألوفة، ما عدا ربما التوترات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان.
يأتي ذلك فيما لم يرُدّ متحدث باسم الحكومة الصينية على طلب للتعليق من موقع Axios الأمريكي.