قالت قيادة المنطقة الشرقية في الجيش الصيني، التي يشمل نطاقها مضيق تايوان، إن هجوم 1950 على جزيرة هاينان يوفر "تجربة قيّمة" لعمليات الإنزال البحري في المستقبل، وفق ما ذكره موقع Business Insider الأمريكي، الأربعاء 17 أغسطس/آب 2022.
نشرت حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية للقيادة مؤخراً عن معرضٍ نُظِّمَ بالاشتراك مع متحف مقاطعة هاينان والذي يحكي قصة كيف سيطر جيش التحرير الشعبي على الجزيرة.
يأتي ذلك خلال فترة حساسة بعد أن أجرى جيش التحرير الشعبي مناورات واسعة النطاق حول جزيرة تايوان رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، للجزيرة الأسبوع الماضي.
كانت معركة هاينان واحدة من آخر معارك الحرب الأهلية الصينية بين القوات الشيوعية المنتصرة، التي سيطرت على البر الرئيسي في عام 1949.
لكن القوات القومية المهزومة، أو قوات حزب الكومينتانغ، بقيادة شيانغ كاي تشيك، هربت إلى تايوان، التي تعهدت بكين بأن تضعها تحت سيطرتها في النهاية.
تقول مقدمة المعرض: "قدمت هذه المعركة تجربة قيِّمة للحروب المستقبلية، خاصة لعبور البحر والإنزال على جزيرة".
كانت معركة جزيرة هاينان واحدة من عمليات الإنزال البحري القليلة التي قام بها الجيش الصيني في تاريخه، وجاءت بعد عام من فشل هجوم على جزيرتين خاضعتين لسيطرة حزب الكومينتانغ. وفي المعركة، نفذ جيش التحرير الشعبي موجات إنزال وهجمات كبرى أجبرت القوات القومية على الفرار من الجزيرة.
ووُصفت المعركة بأنها انتصار على الصعاب، إذ انتصرت دون هيمنة في الجو أو البحر، واستخدمت أكثر من ألفي مركب شراعي خشبي ونحو مئة قارب بمحرِّك لنقل القوات عبر المضيق البالغ طوله 20 كيلومتراً والذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي.
قالت المقدمة: "خلقت المعركة معجزة المراكب الشراعية الخشبية التي تهزم السفن الحديدية"، مضيفةً أن النظر إلى الوراء في المعركة سيساعد الجيش الصيني في "استكشاف مفتاح الانتصار" للحروب المستقبلية.
كما قال المنشور إن القيادة ستنظم دورات دراسية حول التاريخ العسكري؛ للمساعدة في الاستعداد للقتال، ونقلت عن الجنود الذين زاروا المعرض قولهم: "نحن أكثر ثقة وقدرة على هزيمة جميع الأعداء والحفاظ على سيادة الوطن الأم وسلامة أراضيه".
مع ذلك، يمارس الجيش الصيني أيضاً تكتيكات الحرب الحديثة مؤخراً.
حيث ذكرت محطة CCTV الرسمية يوم الثلاثاء 16 أغسطس/آب، أن الكتيبة 73 لجيش التحرير الشعبي، والتي من المرجح أن تلعب دوراً رئيسياً في أي هجوم على تايوان، أجرت سلسلة من التدريبات على الهبوط البرمائي في مقاطعة فوجيان.
دون ذكر التاريخ أو الموقع، ذكرت صحيفة PLA Daily أيضاً يوم الأربعاء 17 أغسطس/آب، أن مشاة البحرية قد تدربوا على عمليات الإنزال.
إذ تعتبر بكين الجزيرةَ مقاطعة انفصالية، وتعهدت بوضعها تحت سيطرتها بالقوة إذا لزم الأمر.
بينما لا تعترف معظم الدول، وضمن ذلك الولايات المتحدة، بتايوان كدولة مستقلة، لكن واشنطن وحلفاءها يعارضون أي محاولة للاستيلاء على الجزيرة بوسائل عسكرية.