بعد الانتقادات التي طالته بسبب حديثه عن "الهولوكوست"، وخاصة بعد الغضب الإسرائيلي، خرج الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الأربعاء 17 أغسطس/آب 2022، بتوضيح بشأن ما صدر عنه في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالمستشار الألماني أولاف شولتز في برلين.
إذ كان عباس اتهم إسرائيل، خلال زيارة لبرلين، الثلاثاء 16 أغسطس/آب، بارتكاب "50 محرقة"، وذلك رداً على سؤال بشأن الذكرى الخمسين المقبلة لهجوم مسلحين فلسطينيين على الفريق الإسرائيلي في أولمبياد ميونيخ.
حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فإن الرئيس محمود عباس "يعيد التأكيد على أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث".
كما أوضح الرئيس الفلسطيني أنه لم يكن المقصود في إجابته إنكار خصوصية الهولوكوست، التي ارتكبت في القرن الماضي، "فهو مدان بأشد العبارات".
محمود عباس أضاف أيضاً أن المقصود بالجرائم التي تحدث عنها، هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة، على أيدي القوات الإسرائيلية، "وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا".
بينما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه قبل خروج أبو مازن بتوضيحه، وجه مكتب غانتس رسالة صارمة لـ"أبو مازن": "تصريحاتك مرفوضة، وعليك التراجع عنها".
بينما زعمت قناة 13 العبرية أن توضيح الرئيس عباس بخصوص المحرقة جاء بعد اتصال هاتفي، صباح الأربعاء، بين رئيس وزراء الاحتلال ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، وصفه مسؤولون إسرائيليون بـ"الغاضب والمتوتر".
محمود عباس يغضب ألمانيا وإسرائيل
قبل ذلك، عبّر المستشار الألماني أولاف شولتز عن استيائه من تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس قال شولتز إنها تقلل من أهمية المحرقة، بينما اتهمت إسرائيل عباس بقول "كذبة وحشية".
حيث كتب شولتز على تويتر، الأربعاء، يقول: "بالنسبة لنا، نحن الألمان، على وجه الخصوص، فإن أية محاولة لإضفاء الطابع النسبي على تفرد المحرقة أمر غير محتمل وغير مقبول.. أنا مستاء من هذه التصريحات المشينة التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس".
كما ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أيضاً بتعليقات عباس، ووصفها بأنها "مخزية". وكتب لابيد على تويتر يقول: "اتهام محمود عباس إسرائيل بارتكاب "50 محرقة" وهو يقف على تراب ألمانيا ليس عاراً أخلاقياً فحسب، هذه هي كذبة وحشية. التاريخ لن يغفر له".
لم تتطرق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) في تقرير سابق لتعليقات المحرقة في تقريرها عن الاجتماع مع شولتز، وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن تصريحات لابيد تهدف إلى صرف الانتباه عن "جرائم" إسرائيل.
أضافت الوزارة في بيان: "دولة الاحتلال لا تكتفي بارتكاب هذه الجرائم بشكل يومي ومتواصل، بل ولا تحتمل وترفض أية أحاديث أو تصريحات تُذكّر الإسرائيليين والمجتمع الدولي بعديد الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل وعصاباتها ضد شعبنا".
جاء تعليق عباس بعد توتر مستمر منذ شهور وصراع قصير هذا الشهر قُتل خلاله 49 في غزة، بعد أن نفذت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية، رداً على ما قالت إنه تهديد وشيك من حركة الجهاد الإسلامي، التي ردت بإطلاق أكثر من ألف صاروخ صوب إسرائيل.
كما قُتل عشرات الفلسطينيين في اشتباكات مع قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، فيما وقع عدد من الهجمات على إسرائيليين، بينها حادث، يوم الأحد، أُصيب فيه 8 أشخاص في حافلة تقل مصلين يهوداً في القدس.