تخشى قيادات في حركة فتح في الضفة الغربية من نأي كثير من شبايها عنها والتحاقهم بحركات فلسطينية أخرى، كحماس والجهاد الإسلامي، بعد أن فقدت السلطة الفلسطينية كثيراً من مصداقيتها بين الفلسطينيين بسبب التنسيق الأمني مع الاحتلال المستمر في عمليات اقتحام واسعة، واستهدافٍ للناشطين والمقاومين.
جمال الطيراوي، أحد كبار مسؤولي حركة التحرير الفلسطيني "فتح"، حذر من الصراع الداخلي وضعف الحركة في حشد المؤيدين لها في الضفة الغربية، بحسب ما نقلت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الأحد، 14 أغسطس/آب 2022.
الطيراوي، عمره 56 عاماً، وهو نائب سابق في المجلس التشريعي الفلسطيني، ويعيش في مخيم بلاطة بالقرب من نابلس.
بحسب الطيراوي، فقد انضم الكثير من نشطاء حركة فتح إلى حماس والجهاد الإسلامي في الآونة الأخيرة، لأنهم فقدوا الثقة بقادتهم.
قال الطيراوي: "لقد خلق غياب قيادة فتح فراغاً، وتتحرك فصائل فلسطينية أخرى لملئه من خلال تجنيد شباب الحركة، وعندما تغيب حركة فتح يصبح كل شيء ممكناً، حيث لا يوجد لدى الحركة الآن حتى برنامج سياسي".
وأشار الطيراوي إلى أن "حركة حماس والجهاد الإسلامي مستمران في النمو، خاصة في المناطق الجنوبية والشمالية من الضفة الغربية. وهذا النمو سوف يمتد إلى أجزاء أخرى من الضفة الغربية".
الأحداث تتصاعد بالضفة
كما توقع الطيراوي تصاعد العنف والتوتر في أعقاب الحملة المستمرة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وقال: "نحن نتجه إلى مزيد من التصعيد. فقد رأينا ما حدث عندما حاصر الجيش الإسرائيلي إبراهيم النابلسي ورفاقه الأسبوع الماضي: لقد احتشد كثيرون من مختلف المنظمات للاشتباك مع الجيش الإسرائيلي".
ورغم أن الشهيد إبراهيم النابلسي كان محسوباً على حركة فتح، إلا أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد نشرت تسجيلاً صوتياً بعد استشهاده أشاد فيه النابلسي بجهود القسام، كما أظهر النابلسي ورفاق له آخرون استُشهدوا مواقف ناقدة بعنف لحركة فتح والسلطة عبر حساباتهم على شبكات التواصل في أوقات سابقة.
قال الطيراوي إن لهذا الاحتشاد تداعيات سياسية وأمنية، وهو يدل على أن الصراع مع إسرائيل يتوسع ويتزايد، مشيراً إلى أن العلاقة بين الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ضعفت بشدة.
أشار الطيراوي إلى أن كثيراً من الفلسطينيين ساخطون على السلطة الفلسطينية لتقاعسها عن مواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين يقتحمون المدن والقرى الفلسطينية، ويداهمون مخيمات اللاجئين.
حيث قال الطيراوي: "الاعتقالات وعمليات القتل الإسرائيلية أضعفت السلطة الفلسطينية، حتى لم يعد الشعب يحترمها، فقوات الأمن الفلسطينية تبقى في مقراتها عند دخول الجيش الإسرائيلي إلى المناطق الفلسطينية، ولا يفعلون شيئاً للدفاع عن الناس. وقد أصبح كثير من الفلسطينيين يرون أن دور السلطة ليس إلا إصدار تذاكر المرور وتنفيذ بعض الاعتقالات وجباية الضرائب".
ويرى الطيراوي أنه "حان الوقت للقيادة الفلسطينية أن تتخذ إجراءاتها دون الرجوع إلى أحد، مثل وقف التنسيق الأمني مع الجيش الإسرائيلي، وتقديم شكوى ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية، وإعلان دولة فلسطينية من جانب واحد، أو تفكيك السلطة الفلسطينية".
ختم الطيراوي بالقول إن "الوضع الداخلي الفلسطيني أصبح معقداً وباعثاً على التشاؤم. وقد زاد الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والخلافات داخل حركة فتح، الأمور سوءاً. في يوم من الأيام سيثور الناس على هذا الوضع المتردي".