دعا التيار الصدري، السبت 13 أغسطس/آب 2022، إلى مظاهرة مليونية وسط العاصمة بغداد، ضد ما سماه "الفساد والميليشيات والأحزاب الفاسدة المتسلطة"، وسط أزمة واستقطاب سياسي يشهده العراق.
جاء ذلك في بيان نشره صالح العراقي، المقرب من زعيم التيار مقتدى الصدر، عبر حسابه على تويتر، دعا فيه "العراقيين كافة للخروج في تظاهرات سلمية مليونية في ساحة التحرير ببغداد".
أضاف البيان أن "التظاهرة موحدة من جميع المحافظات هدفها مناصرة العراق من أجل الإصلاح وإنقاذ ما تبقى منه، كي لا تكونوا لقمة سائغة للفساد والظلم والميليشيات والتبعية وأهواء الأحزاب الفاسدة والمتسلطة".
ودعا العراقي المتظاهرين إلى "التوجه من كافة المحافظات لبغداد وساحة التحرير ومنها إلى المعتصمين (في المنطقة الخضراء من أنصار التيار) لمؤازرة الإصلاح بزحف مليوني، ثم العودة إلى منازلهم".
وأشار إلى أن التظاهرات "تمثل رسالة مليونية شعبية إلى العالم كله بأن العراق مع الإصلاح، ولا مكان للفساد والفاسدين فيه".
في نهاية البيان الذي ذيل باسم العراقي مسبوقاً بكلمة "عنه"، في إشارة إلى زعيم التيار مقتدى الصدر، قال "انتظروا التوقيت والتعليمات واستعدوا".
بدوره، كشف قيادي بارز في التيار الصدري للأناضول، أن "الدعوة التي أطلقها رئيس التيار الصدري، ووصفها بأنها نداؤه الأخير، تهدف إلى منع أي محاولة للإطار التنسيقي لعقد جلسات لمجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية يكلف بدوره مرشح الإطار بتشكيل الحكومة الجديدة".
أضاف المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته، أن "التيار الصدري متمسك بخيار الشارع لمنع أي محاولة لعقد مجلس النواب جلساته ما لم تستجب القوى والأطراف السياسية لمطالب المعتصمين بحل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة".
الأربعاء، دعا الصدر، مجلس القضاء الأعلى إلى حل البرلمان خلال مدة لا تتجاوز نهاية هذا الأسبوع، وتكليف رئيس الجمهورية بتحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة مشروطة بشروط سيتم إعلانها لاحقاً.
وجرت عصر الجمعة، تظاهرات عند بوابات المنطقة الخضراء وفي داخلها، وفي عدد من محافظات العراق، باستثناء النجف وكربلاء نظمتها قوى الإطار التنسيقي والتيار الصدري وحركات وأحزاب مدنية.
تظاهرات من أطراف الصراع
وتظاهر أنصار الإطار التنسيقي لمدة ساعتين قرب الجسر المعلق عند إحدى بوابات المنطقة الخضراء، وفي البصرة والموصل، تحت شعار "تظاهرات دعم الشرعية والقانون" في إشارة إلى ما يرونه "انتهاكات" التيار الصدري، سواء اقتحامهم مبنى البرلمان أو المنطقة الخضراء والاعتصام فيها وتعطيل جلسات مجلس النواب والمطالبة بحله خارج الأطر الدستورية.
في المقابل، تظاهر أنصار التيار الصدري في عدد من المحافظات وداخل المنطقة الخضراء، فيما تظاهر أنصار "الحزب الشيوعي" والقوى المدنية في ساحة الفردوس وسط بغداد.
منذ 30 يوليو/تموز 2022، يواصل أتباع التيار الصدري اعتصامهم داخل المنطقة الخضراء، رفضاً لترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، فيما تستمر الخلافات بين القوى السياسية التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وفي 3 أغسطس/ آب، دعا الصدر في خطاب متلفز إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة "على ألا يكون للوجوه القديمة وجود بعد الآن، من خلال عملية ديمقراطية ثورية سلمية، وعملية ديمقراطية مبكرة بعد حل البرلمان الحالي".