قالت الحكومة البريطانية، الجمعة 12 أغسطس/آب 2022، إن أجزاء من جنوب ووسط وشرق إنجلترا انتقلت رسمياً إلى حالة الجفاف، بعد فترة طويلة من الطقس الحار الجاف.
يأتي إعلان الحكومة البريطانية بعد أن بلغ معدل جفاف منبع نهر التيمز أعلى مستوياته على الإطلاق في اتجاه مجرى النهر، حيث يعد شهر يوليو/تموز الماضي الأكثر جفافاً في إنجلترا منذ عام 1935، إذ بلغ متوسط هطول الأمطار 23.1 مليمتر، أي 35% فقط من المتوسط لهذا الشهر.
ويقول بعض الخبراء إن البلاد غير مستعدة لهذه الحالة.
قيود وإجراءات لتدارك الوضع
ودفعت درجات الحرارة المرتفعة على نحو غير مسبوق، وقلة هطول الأمطار، شركتين للمياه في جنوب البلاد لإعلان حظر مؤقت على استخدام خراطيم المياه وأنظمة الرش.
ودخل تحذير من "الحرارة الشديدة" لمدة أربعة أيام حيز التنفيذ في أجزاء من إنجلترا وويلز يوم الخميس. وأصدر مكتب الأرصاد الجوية أول تحذير من نوعه الشهر الماضي، عندما تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية لأول مرة.
من جانبها، قالت هانا كلوك، خبيرة المناخ وعالمة المياه في جامعة ريدينج، إن قلة هطول الأمطار تركت مستويات الأنهار ومستودعات المياه الجوفية منخفضة، بينما تم سحب المياه من المجاري المائية لري المحاصيل وتعبئة مياه الشرب واستخدامها في الصناعة.
كلوك أضافت "إذا لم تهطل الأمطار في أغسطس/آب، في الواقع، إذا كان لدينا شتاء جاف، فقد نواجه مشاكل شديدة في الربيع والصيف المقبلين عندما لا يتبقى لدينا أي مخزون مياه على الإطلاق".
كما أوضحت أن القيود المفروضة على استخدام الأفراد لخراطيم المياه كانت مفيدة للمساعدة في تغيير المواقف تجاه استخدام المياه، لكن الاستثمار في البنية التحتية والسياسة لمنع مزيد من تغير المناخ أكثر أهمية.
في الوقت ذاته، أوضح وزير المياه، ستيف دوبل، في بيان أن "جميع شركات المياه طمأنتنا بأن الإمدادات الأساسية لا تزال آمنة. نحن مستعدون بشكل أفضل من أي وقت مضى لفترات الطقس الجاف، لكننا سنواصل مراقبة الوضع عن كثب، بما في ذلك الآثار المترتبة على المزارعين والبيئة، واتخاذ مزيد من الإجراءات، حسبما تقتضي الحاجة".
الجفاف يصيب نهر التيمز
في الوقت ذاته، جف الينبوع الطبيعي الذي يغذي نهر التيمز أو منبعه في معظم فصول الصيف. لكن هذا العام، وصل الجفاف إلى مجرى النهر بشكل أكبر مما كان عليه في السنوات السابقة، وفقاً لملاحظات خبراء الحفاظ على البيئة.
يُذكر أن نهر التيمز يمتد بطول 356 كيلومتراً عبر جنوب إنجلترا، من جلوسترشير في الغرب عبر قلب لندن، قبل أن يصب في البحر في إسكس إلى الشرق.
وقال أليسدر نول، المسؤول في منظمة ريفرز ترست المعنية بالحفاظ على الأنهار والبيئة لرويترز "إنها (مياه النهر) ضحلة للغاية هنا… ولكن ليس عليك سوى أن تذهب أبعد من ذلك بكثير في هذا الجزء الصغير من نهر التيمز لتجد نفسك واقفاً على أرض جافة. وفي الحقيقة، هذه الأرض ينبغي أن تظل رطبة، ويجب أن تكون دائماً رطبة".
وأضاف أن المياه الضحلة الدافئة تحتوي على كمية أقل من الأكسجين الذي تحتاجه الأسماك وغيرها من أشكال الحياة البرية لتزدهر.