أظهرت صور ملتقطة حديثاً عبر الأقمار الاصطناعية أنَّ ما لا يقل عن ثماني طائرات حربية روسية قد تضررت أو دُمِّرت في الهجوم الذي وقع مؤخراً على قاعدة ساكي الجوية الروسية في شبه جزيرة القرم، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 11 أغسطس/آب 2022.
الصحيفة أشارت إلى أن الصور الملتقطة تأتي مناقضة لمزاعم روسية عقب الهجوم بعدم تعرض أي من الطائرات في القاعدة لأضرار.
إلى ذلك، قالت القوات الجوية الأوكرانية، الأربعاء 10 أغسطس/آب إن ما لا يقل عن تسع طائرات روسية دُمِّرت وهي رابضة على الأرض عقب التفجيرات الضخمة التي وقعت يوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب في قاعدة ساكي الجوية، والتي قالت روسيا إنها أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 14 آخرين وإلحاق أضرار بعشرات المنازل المجاورة.
وحول مسؤولية الهجوم، نفت كييف رسمياً مسؤوليتها، لكن المستشار الرئاسي الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش، لمَّح في غموضٍ إلى أن الانفجارات إما ناجمة عن أسلحة بعيدة المدى أوكرانية الصنع، وإما عن هجوم شنته عصابات أوكرانية عاملة في شبه جزيرة القرم.
من جهته، قال المحلل العسكري الأوكراني أوليه غدانوف: "المسؤولون في كييف ظلوا صامتين بشأن الأمر، لكن الجيش أقر على نحو غير رسمي بأن الانفجار ناجم عن ضربات أوكرانية".
يأتي ذلك فيما تطرق زيلينسكي نفسه إلى الحديث عن الهجوم في خطابه مساء الأربعاء 10 أغسطس/آب، وقال: "في يوم واحد فقط، خسر المحتلون 10 طائرات مقاتلة: 9 منها في شبه جزيرة القرم، وطائرة في نواحي مدينة زاباروجيا. علاوة على ما تكبَّدوه من خسائر في العربات المدرعة ومستودعات الذخيرة وطرق الإمداد اللوجستية".
في المقابل، بذلت روسيا وسعها للتهوين من شأن الهجوم، وأنكرت تضرر أي طائرة في الانفجارات، ولم تقر إلا بخسارة "بعض ذخائر الطيران التي انفجرت" في مستودع بالمنشأة.
مع ذلك، التقطت الأقمار الاصطناعية صوراً تُظهر ما يبدو أنه بقايا تدمير عدة طائرات مقاتلة في القاعدة العسكرية التي تسيطر عليها روسيا في بلدة نوفوفيدوريفكا، وهو ما يعد دليلاً جديداً على تعرض القاعدة لهجوم خارجي.
تُظهر الصور التي كشفت عنها شركة "بلانيت لابز" Planet Labs الأمريكية المتخصصة في تشغيل الأقمار الاصطناعية، مساحة كبيرة محروقة من القاعدة الجوية، وأضراراً لحقت بالمدرج، وبقايا طائرات عسكرية متفحمة.
كما تكشف المقارنة بين صور التقطتها شركة "بلانيت لابز" في نحو الساعة 8 صباحاً يوم 9 أغسطس/آب، قبل أربع ساعات تقريباً من الهجوم، وصور أخرى التقطتها في نحو الساعة 4:40 من مساء يوم 10 أغسطس/آب، أن ثماني طائرات على الأقل كانت رابضة في الخارج قد تعرضت للضرر أو التدمير.
تعد تلك الصور أول توثيق مستقل للأضرار التي لحقت بالقاعدة، وهو ما استدعى مزيداً من التساؤلات حول كيفية مهاجمة القاعدة التي تقع على بعد أكثر من 160 كيلومتراً من خط المواجهة.
من جهته، قال إليوت هيغينز، مؤسس ومدير موقع Bellingcat الاستقصائي مفتوح المصدر، في مجموعة تغريدات نشرها يوم الخميس 11 أغسطس/آب، إنه "لا يستحضر في التاريخ الحديث أي مرة خسرت فيها روسيا هذا العدد الكبير من الطائرات خلال يوم واحد".
هيغينز أشار أيضاً إلى أنه "يمكنني تحديد ثلاث حفر في مواقع يبدو أنها تُستخدم للتخزين، وهو ما يشير إلى تعرضها للتدمير عند وقوع الانفجارات في القاعدة".
وتابع: "إحدى الطرق لتفسير تلك الحفر هي تعرضها لضربات دقيقة من صواريخ بعيدة المدى. ويبلغ اتساع فوهات الحفر نحو 20 إلى 25 متراً، وهو ما يعني أن الصواريخ المستخدمة كانت كبيرة جداً".
بينما قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، لشبكة BBC، إن بريطانيا لا تزال تحاول تبيُّن الحقائق بشأن ما حدث في انفجارات القاعدة الجوية، لكنه استبعد استخدام أسلحة غربية في الهجوم. وأشار إلى القاعدة الجوية الروسية هدف مشروع للقوات المسلحة الأوكرانية.