لابيد يهاتف السيسي.. تحدثا عن الهدنة في غزة، والأمم المتحدة تصف اتفاق وقف إطلاق النار بـ”الهش”

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/08 الساعة 22:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/08 الساعة 22:41 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد - Getty Images

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الإثنين 8 أغسطس/آب 2022، إن "هناك أهمية بالغة للبناء على التهدئة الحالية في غزة، وقطع أي محاولة لتوتر الأوضاع بالضفة الغربية أو القطاع".

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس المصري من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، وفق بيان للرئاسة المصرية. ويأتي الاتصال، غداة رعاية مصرية لهدنة بالقطاع، وافقت عليه حركة "الجهاد الإسلامي"، وتل أبيب، بعد 3 أيام من التصعيد أسفرت عن "استشهاد" 44 فلسطينياً بينهم 15 طفلاً، وإصابة 360 آخرين.

وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد
وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد سيصبح رئيس الوزراء الرابع عشر لإسرائيل/ GettyImages

اتصال بين لابيد والسيسي

أضاف البيان أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي عبّر خلال الاتصال عن بالغ التقدير لدور الوساطة الناجحة التي قامت بها مصر للتوصل لوقف سريع لإطلاق النار، وتثبيت وإعادة الهدوء في قطاع غزة".

من جانبه، أشار السيسي إلى أن "مصر قامت بجهود ومساعٍ حثيثة ومركزة لاحتواء الموقف الميداني، وللحيلولة دون امتداد نطاق المواجهة وزيادة الأعمال العسكرية"، وأضاف: "هناك أهمية بالغة للبناء على التهدئة الحالية وقطع الطريق على أي محاولة لتوتر الأوضاع سواء بالضفة الغربية أو بقطاع غزة".

غزة
عشرات الشهداء في غزة سقطوا جراء الضربات الإسرائيلية – رويترز

كما حث على "اتخاذ خطوات فورية لتحسين الوضع المعيشي بالقطاع والإسراع في تحسين العلاقات الاقتصادية مع السلطة الفلسطينية، ودعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس".

في حين أكد الرئيس المصري أهمية إعادة إطلاق عملية السلام، مشيراً إلى أن "هذا يفرض حتمية إنهاء دائرة العنف والتصعيد المتكرر؛ سعياً لفتح الباب أمام فرص وجهود التسوية".

مصر صندوق النقد الدولي
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي/رويترز

تحذيرات أممية من عودة التصعيد في غزة 

تزامن ذلك مع تصريحات لمنسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، الإثنين، قال فيها إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه في قطاع غزة، "هش"، وأي استئناف للأعمال العدائية ستكون له عواقب وخيمة على الفلسطينيين والإسرائيليين وسيجعل أي تقدم سياسي بعيد المنال.

جاء ذلك في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي دعت إليها الإمارات والصين وفرنسا والنرويج وأيرلندا، حول "الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية".

جدير بالذكر أنه وعلى مدار ثلاثة أيام شن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، وردت عليه "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة الجهاد، برشقات صاروخية وقذائف هاون باتجاه مواقع إسرائيلية محاذية للقطاع.

في حين قال المنسق الأممي في كلمته خلال الجلسة: "أود أن أحيط المجلس علماً بما يلي: وقف إطلاق النار هش، ولن يكون لأي استئناف للأعمال العدائية سوى عواقب وخيمة على الفلسطينيين والإسرائيليين وسيجعل أي تقدم سياسي بعيد المنال".

مقاومة في غزة
قصف غزة/ رويترز

أضاف: "لا تزال الدوافع الكامنة وراء ذلك التصعيد الأخير قائمة، ولن تتوقف دورات العنف هذه إلا عندما نتوصل إلى حل سياسي للصراع يضع حداً للاحتلال وتحقيق حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) على أساس خطوط 1967، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات السابقة بين الطرفين".

فيما تابع: "أكرر دعواتي السابقة للقيادتين الإسرائيلية والفلسطينية، إلى جانب المجتمع الدولي، لتعزيز الجهود الدبلوماسية للعودة إلى مفاوضات هادفة نحو حل قائم على وجود دولتين".

الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار

في سياق ذي صلة، رحب المسؤول الأممي باتفاق وقف إطلاق النار، معرباً عن شكره لمصر على دورها الحاسم في تأمين وقف إطلاق النار، إلى جانب الأمم المتحدة، مضيفاً: "وأقدّر الدعم الذي قدمته قطر والولايات المتحدة والأردن والسلطة الفلسطينية وغيرها لتهدئة الموقف".

كما كشف أنه "اعتباراً من 5 أغسطس (آب)، شن الجيش الإسرائيلي 147 غارة جوية ضد أهداف في غزة، وأطلق مسلحون فلسطينيون قرابة 1100 صاروخ وقذيفة هاون باتجاه إسرائيل".

أردف: "خلال التصعيد، قُتل 46 فلسطينياً وجُرح 360، وتضررت أو دمرت مئات الوحدات السكنية، إلى جانب بنى تحتية مدنية أخرى، وأصيب سبعون إسرائيلياً بجروح ولحقت أضرار بمبانٍ سكنية ومدنية أخرى".

فيما لفت إلى أن "عمليات الإغلاق الخاصة بالمعابر أدت إلى تفاقم حالة الأمن الغذائي الهشة بالفعل في قطاع غزة، ما أدى إلى انخفاض مخزون الأغذية الأساسية، خاصةً دقيق القمح".

قطاع غزة الجيش الإسرائيلي الجهاد الإسلامي
صواريخ الاحتلال الإسرائيلي دمرت الكثير من المباني في غزة/ رويترز

أهداف حملة إسرائيل في غزة 

من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، مساء الإثنين، إن كل أهداف العملية التي شنها جيش بلاده على قطاع غزة "قد تحققت". جاء ذلك في تصريح مشترك للابيد ووزير الدفاع بيني غانتس في مقر "الكرياه" التي تضم هيئة الأركان وقيادة الجيش في تل أبيب، تعقيباً على العملية العسكرية في غزة التي استمرت ثلاثة أيام وانتهت بوساطة مصرية.

قال لابيد وفق قناة "كان" الرسمية: "أعادت العملية لإسرائيل المبادرة والردع الإسرائيلي، وقد تحققت جميع الأهداف، وتم القضاء على كامل النخبة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة خلال ثلاثة أيام". وتابع ادعاءاته بالقول: "كل من يحاول إيذاءنا سيدفع حياته ثمناً".

اعتبر لابيد أنه "إلى حين عودة الأسرى والمفقودين (الإسرائيليين بقطاع غزة) فإن عملنا لم يكتمل‎".

من جانبه، قال وزير الدفاع غانتس: "نواصل النشاط العملياتي باستمرار للحفاظ على الأمن في بلدنا. وفي المستقبل أيضاً، إذا لزم الأمر، سنقوم بضربة استباقية من أجل حماية مواطني إسرائيل، سيادتها وبنيتها التحتية، هذا ينطبق على كل الساحات من طهران إلى خان يونس"، جنوبي قطاع غزة.

أضاف غانتس مهدداً: "حماس هي التي تتحمل المسؤولية على الأرض في قطاع غزة. وحيث لن تتحقق المسؤولية- سنعمل بقوة، وسنستخدم كل الوسائل المتاحة لنا- عسكرية ومدنية".

يذكر أنه وفي مساء الأحد، توصلت مصر إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وإسرائيل، منهية بذلك ثلاثة أيام من المواجهة العسكرية.

تحميل المزيد