يومان من القصف والمشافي تستغيث.. موجة كورونا وإغلاق المعابر يهددان بانهيار القطاع الصحي في غزة

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/06 الساعة 16:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/06 الساعة 16:59 بتوقيت غرينتش
القطاع الصحي في غزة

على وقع التصعيد الإسرائيلي ثمة أزمة تواجه القطاع الصحي في غزة تعاني الطواقم الطبية والصحية في القطاع،  أزمة نقص حادة في المستلزمات الطبية الطارئة جراء العدد الكبير من الإصابات الذي وصل مستشفيات وزارة الصحة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، حيث سقط 13 شهيداً، وأصيب نحو 100 آخرين في حصيلة اليوم الأول للعدوان على القطاع.

فمنذ نحو أسبوع تواصل سلطات الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر التجاري الوحيد الرابط بين قطاع غزة وإسرائيل، وقد أدى هذا الإغلاق إلى احتجاز إسرائيل لعشرات الحاويات التي تحتوي المستهلكات الطبية ولوازم الطوارئ التي تحتاجها المستشفيات وأقسام الطوارئ للتعامل مع الإصابات البالغة جراء القصف الإسرائيلي على منازل المواطنين.

فاقم هذا الواقع، توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل اليوم السبت 6 أغسطس/آب 2022، بسبب نفاد مخزون الوقود، حيث يفتقر قطاع غزة إلى وجود مخازن أو صهاريج يمكن اللجوء إليها في حالة الطوارئ.

عجز ضخم يواجه القطاع الصحي في غزة

قال المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة لـ"عربي بوست" إن "الواقع الدوائي في مرافق وزارة الصحة في أسوأ أحواله منذ سنوات، لدينا عجز يتجاوز 40% من الأدوية الأساسية، وهنالك عجز بنسبة 60% من لوازم المختبرات وبنوك الدم، و32% نسبة العجز في المستهلكات الطبية".

وأضاف المتحدث: "مع توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل، فإن مخزون الطوارئ من الوقود التابع لوزارة الصحة لديه القدرة على تشغيل المولدات الخارجية لـ72 ساعة فقط، وفي حال لم يطرأ أي تدخل خارجي لإنقاذ هذا الوضع ستبدأ بعض الأقسام في المستشفيات بالتوقف عن العمل، كأقسام غسيل الكلى والعناية الممركزة والولادة، لأن التركيز سيكون منصباً على أقسام الطوارئ".

وتابع: "إغلاق معبر كرم أبو سالم منذ أسبوع أدى لاحتجاز إسرائيل أكثر من 24 جهاز أشعة تخصصياً ومنع إدخالها للقطاع، كما أدى هذا الإغلاق إلى تفاقم مخزون قطاع الغيار اللازمة لصيانة الأجهزة المتعطلة، وبالتالي فإن أي جهاز طبي يواجه عطلاً لن يتم إصلاحه بسبب عدم وجود قطاع الغيار اللازمة للصيانة".

كورونا تزيد من تفاقم الأزمة

تأتي الحرب الإسرائيلية على القطاع في ذروة تفشي الموجة الخامسة من وباء كورونا التي تجتاح القطاع منذ نحو أسبوعين، وهو ما يعني مزيداً من الضغط على الطواقم الطبية.

وسبق العدوان الإسرائيلي على القطاع، أن قامت وزارة الصحة بتخصيص 3 مشافٍ من مستشفيات وزارة الصحة لتكون مخصصة للحالات الطارئة من مصابي فيروس كورونا التي تحتاج لرعاية طبية عاجلة، وبالتالي تقلص عدد المستشفيات المخصصة للتعامل مع مصابي الحرب إلى 5 مستشفيات فقط.

محمد أبو سلمية مدير عام مجمع الشفا الطبي قال لـ"عربي بوست" إن "الواقع الصحي في غزة لم يتعافَ بعد من صدمات حرب مايو/أيار 2021، حيث لم يتدخل أي طرف دولي أو إقليمي بإعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية من مرافق وزارة الصحة، كالعيادة المتخصصة ومخازن الأدوية والمقر الرئيسي للوزارة".

وأضاف: "بلغت تكلفة خسائر وزارة الصحة من الحرب الأخيرة 14 مليون دولار، يضاف لها عجز كبير لا يزال قائماً منذ سنوات بنقص عدد سيارات الإسعاف المخصصة لنقل المصابين والشهداء، جراء استهدافها المتكرر من قبل الجيش الإسرائيلي، وعدم تعويض هذا العجز من أي طرف دولي أو إقليمي".

يضم قطاع غزة 32 مستشفى ومركزاً صحياً، 13 منها يتبع لوزارة الصحة، وهي من تتولى مسؤولية توفير خدمة العلاج في أوقات الأزمات كالحروب، أما عدد الأسرّة في القطاع فلا يتجاوز 3 آلاف سرير تخدم 2.2 مليون مواطن، نسبة إشغالها في الوضع الطبيعي 95%، أما غرف العمليات المركزية فوصل عددها إلى 63 غرفة، كما يضم القطاع ألفي طبيب، ونحو 3 آلاف ممرض.

تحميل المزيد