دعا الأردن، الجمعة، 5 أغسطس/آب 2022 إلى ضرورة "الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي المدان على قطاع غزة"، مطالباً من خلال وزارة خارجيته المجتمع الدولي بالتحرك "العاجل والفاعل" لوقف التصعيد وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
كذلك حذرت الخارجية الأردنية، على لسان متحدثها هيثم أبو الفول، من التبعات "الخطيرة" للتصعيد الإسرائيلي، وترويع المدنيين الذي "لن يؤدي إلا لزيادة التوتر والعنف وتعميق بيئة اليأس".
البحث عن حل سياسي للفلسطينيين
كما لفتت إلى أن "حل مشكلة قطاع غزة والحؤول دون تفاقم العنف يكمن في إيجاد أفق سياسي حقيقي بالعودة لطاولة المفاوضات لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين" واعتبرت أن ما يحل المشكلة أيضاً هو "رفع الحصار الجائر عن القطاع والمعالجة السريعة للاحتياجات الإنسانية فيه، واحترام قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
يأتي ذلك في الوقت الذي تحدث وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية، بيني غانتس، مساء الجمعة، هاتفياً، مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، وأبلغه ببدء العملية العسكرية في قطاع غزة، بحسب وسائل إعلام عبرية.
حيث ذكرت قناة (كان) الرسمية أن غانتس أبلغ أوستن، ببدء العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد تحدث الطرفان عن "الجهود المبذولة لإعادة السلام والاستقرار إلى قطاع غزة".
كما صرح غانتس في حديثهما أن "إسرائيل تعمل على حماية نفسها ومواطنيها، وستتصرف بطريقة مركزة وحازمة ضد الفصائل الفلسطينية التي تستهدف الإسرائيليين، من أجل الوصول إلى أهدافها"، وفق الصحيفة ذاتها.
تجنب التصعيد في غزة
في حين أنه وفي وقت سابق حثّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في تصريحات صحفية، جميع الأطراف على "تجنب المزيد من التصعيد"، وقال إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تزال "ثابتة في التزامها بأمن إسرائيل".
وفي وقت سابق الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ شن غارات على أهداف لحركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة. وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 10 فلسطينيين، بينهم طفلة وسيدة.
حيث أعلن داوود شهاب الناطق باسم "الجهاد الإسلامي"، أن إسرائيل اغتالت تيسير الجعبري القيادي البارز في "سرايا القدس" الجناح المسلح للحركة. وفي المقابل، أعلنت سرايا القدس، إطلاق أكثر من 100 صاروخ على مدن وبلدات إسرائيلية، من بينها تل أبيب
إطلاق عشرات الصواريخ
في المقابل، أعلنت "سرايا القدس" إطلاق أكثر من 100 صاروخ على مدن وبلدات إسرائيلية، من بينها تل أبيب.
تزامن ذلك مع تحذير منسق أممي، الجمعة، من أن الصراع الحالي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ستكون له "عواقب وخيمة على المدنيين"
جاء ذلك في بيان للمنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، وصلت الأناضول نسخة منه. وأعرب وينسلاند عن "القلق العميق إزاء التصعيد المستمر بين المسلحين الفلسطينيين وإسرائيل بما في ذلك القتل المستهدف اليوم لأحد قادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية داخل غزة".
كما قال: "يأتي ذلك وسط تصاعد التوترات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة في الأسابيع الأخيرة". وأضاف: "في الساعات القليلة الماضية، قُتل ما لا يقل عن 10 فلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية"، معرباً عن "الحزن العميق إزاء التقارير التي تفيد بمقتل طفلة تبلغ 5 سنوات في هذه الضربات".
وقف الغارات الجوية الإسرائيلية
في سياق ذي صلة، دعت الولايات المتحدة، الجمعة، إلى عدم التصعيد في قطاع غزة، بعدما أوقعت الغارات الجوية الإسرائيلية 10 شهداء فلسطينيين بينهم طفلة.
حيث حث متحدث مجلس الأمن القومي جون كيربي، في تصريحات صحفية، جميع الأطراف على "تجنب المزيد من التصعيد"، وقال إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تزال "ثابتة في التزامها بأمن إسرائيل".
أوضح أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل والشركاء الفلسطينيين وآخرين إقليميين على استعادة "الهدوء". وأضاف: "سنواصل العمل لتعزيز جميع جوانب الشراكة الأمريكيةـالإسرائيلية، وندعم تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات الإرهابية التي أزهقت أرواح مدنيين أبرياء".
إدانة قطر للعدوان الإسرائيلي
من جانبها، أعربت قطر، مساء الجمعة، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لـ"العدوان" الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما شددت وزارة الخارجية، في بيان، على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف اعتداءات الاحتلال المتكررة بحق المدنيين، لا سيما النساء والأطفال".
فيما جدد البيان "موقف قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
مظاهرات في الضفة
في حين خرج عشرات الفلسطينيين، مساء الجمعة، في مسيرات دعم وتأييد لقطاع غزة، تنديداً بـ"العدوان" الإسرائيلي عليه، في عدد من مدن الضفة الغربية.
حيث أفاد مراسل الأناضول، أن عشرات الفلسطينيين خرجوا في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله (وسط)، دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، رفضاً لـ"العدوان" الإسرائيلي على غزة.
رفع المشاركون في المسيرة صوراً لضحايا القصف الإسرائيلي على غزة والعلم الفلسطيني ورايات الفصائل، كما رددوا هتافات تطالب المقاومة بالرد.
أما في شمال الضفة، فخرج عشرات الفلسطينيين في مسيرة جابت شوارع مدينة جنين، بمشاركة عدد من مسلحي "سرايا القدس" الجناح العسكري لـ"الجهاد الإسلامي"، الذين أعلنوا عزمهم الرد على اغتيال إسرائيل للقيادي البارز بالحركة تيسير الجعبري.
كذلك وفي جنوبي الضفة، طالب مشاركون في اعتصام وسط مدينة الخليل، بوقف "العدوان" الإسرائيلي على غزة، ورفع المشاركون في الوقفة التي أقيمت على دوار "ابن رشد" وسط الخليل، بدعوة من حركة فتح، لافتات تندد بالقصف الإسرائيلي، كما رددوا هتافات تضامنية مع أهالي غزة.
الأزهر يدين إرهاب الكيان الصهيوني
في حين أدان الأزهر الشريف في مصر، مساء الجمعة، ما سماه "إرهاب الكيان الصهيوني" على قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان تعقيباً على هجوم تشنه إسرائيل على غزة وأسفر حتى الساعة 21:00 (ت.غ) عن استشهاد 10 فلسطينيين، بينهم طفلة وسيدة وإصابة 65 آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع.
حيث قال الأزهر في بيانه، إنه "يدين بأشد العبارات إرهاب الكيان الصهيوني على غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين وإصابة العشرات منهم واستهداف أطفالهم ونسائهم".
كما استنكر "الصمت العالمي غير المعقول وغير المقبول الذي يمنح الكيان الصهيوني تشجيعاً على اعتداءاته المتكررة في حق إخواننا الفلسطينيين الأبرياء".
في حين أشار إلى أن "ما يمارسه الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين، نقطة سوداء في جبين المجتمع الدولي والإنسانية، وسجل إجرامي متجدد يضاف إلى سجلات الكيان الصهيوني السوداء".
كذلك فقد شدد على "ضرورة اتحاد العرب والمسلمين لمساندة الفلسطينيين ودعم قضيتهم وقضيتنا العادلة ونضالهم المشروع".
في حين دعا الأزهر "الله عز وجل أن يتغمد شهداء فلسطين بواسع رحمته ومغفرته، وأن يربط على قلوب أسرهم ويرزقهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء والعافية".