قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، الجمعة 5 أغسطس/آب 2022، إن جولتها الآسيوية التي دفعت الصين إلى إجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في المياه المقابلة لتايوان، "لم تكن تتعلق قط بتغيير الوضع الراهن في تايوان أو المنطقة".
تصريحات بيلوسي جاءت خلال زيارتها العاصمة اليابانية طوكيو، وهي المحطة الأخيرة من جولة آسيوية مع وفد من الكونغرس، تضمنت مروراً قصيراً ومفاجئاً بتايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تعتبرها بكين تابعة لها.
في المؤتمر الصحفي الذي عقدته بطوكيو، تحدثت بيلوسي عن العاصفة الدبلوماسية التي أثارتها زيارة العاصمة التايوانية تايبيه، قائلة: "قلنا من البداية إن تمثيلنا هنا لا يتعلق بتغيير الوضع الراهن في تايوان أو المنطقة".
أرفع زيارة أمريكية لتايوان
والثلاثاء 2 أغسطس/آب، وصلت بيلوسي إلى تايوان، في زيارة لأعلى مسؤولة أمريكية للجزيرة منذ عام 1997، وفي وقت حساس بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي يستعد للترشح لولاية ثالثة في مؤتمر الحزب الشيوعي القادم.
وخلال أرفع زيارة لمسؤول أمريكي للجزيرة منذ 25 عاماً، أشادت بيلوسي بديمقراطية تايوان وتعهدت بالتضامن معها، مما أغضب الصين.
وقالت من تايوان إن "الحقيقة هي، كما قلت مراراً وتكراراً، أننا إذا لم نتكلم صراحة دفاعاً عن حقوق الإنسان في الصين بسبب المصالح التجارية، فإننا نفقد أي سلطة أخلاقية للتحدث بصراحة عن حقوق الإنسان في أي مكان بالعالم".
كما أضافت: "الصين لديها بعض التناقضات، بعض التقدم فيما يتعلق برفع معنويات الناس، وبعض الأشياء المروعة التي تحدث فيما يتعلق بالإيغور. في الواقع، تم تصنيفها على أنها إبادة جماعية".
الصين تردًُ بغضب
في أول بيان رسمي للصين، قالت وزارة الخارجية إن نهاية الزيارة لن تكون "جيدة"، كما أضافت: "إذا أصرت واشنطن على اتباع النهج الخاطئ فيجب أن تكون مسؤولة عن أي عواقب خطيرة".
وكانت الصين أعلنت، الخميس 4 أغسطس/آب، بدء أكبر تدريبات عسكرية تجريها على الإطلاق، وذلك رداً على زيارة بيلوسي للجارة تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها.
بينما قال تلفزيون الصين المركزي إن المناورات العسكرية من المقرر أن تنتهي يوم الأحد، وستكون أكبر مناورات تجريها الصين في مضيق تايوان. وشملت التدريبات إطلاق ذخيرة حية على المياه والمجال الجوي حول الجزيرة.
في السياق، سقطت خمسة صواريخ بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان؛ مما دفع طوكيو إلى تقديم احتجاج قوي عبر القنوات الدبلوماسية.
وتشعر طوكيو، أحد أقرب حلفاء واشنطن، بقلق متزايد إزاء تنامي قوة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وإمكانية إقدام بكين على عمل عسكري ضد تايوان.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده مع بيلوسي، قال رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، إن طوكيو وواشنطن ستعملان معاً للحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وهو طريق ملاحة رئيسي.
وتحذّر اليابان، التي تقع أبعد جزرها الجنوبية بالقرب من تايوان أكثر من قربها لطوكيو، من أن التخويف الصيني لتايوان يمثل تهديداً متصاعداً للأمن القومي.