نقلت صحيفة جنوب الصين، الخميس 4 أغسطس/آب 2022، عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوله إن بلاده تسعى إلى فرصة للتحدث "مباشرة" مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وذلك من أجل المساعدة في إنهاء الحرب مع روسيا.
تصريحات زيلينسكي جاءت خلال لقاء مع الصحيفة، وقد حث بكين على استخدام نفوذها السياسي والاقتصادي "الهائل" على موسكو، لوضع حد للقتال.
وأضاف زيلينسكي حسبما أفاد تقرير للصحيفة: "الصين دولة قوية جداً، واقتصاد قوي.. لذا فإن بوسعها التأثير على روسيا سياسياً واقتصادياً. كما أن الصين عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
يشار إلى أن الصين حاولت اتباع مسار يجنبها الدعم المباشر لطرف دون طرف، لكنها تبنت الرواية الروسية واتفقت مع موسكو على مواجهة خطر تمدد حلف الناتو في شرق أوروبا.
وحتى بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، كانت الصين تنفي "مزاعم" شن حرب روسية على أوكرانيا، لكن بعد بدء الهجوم اضطرت بكين لتبني حجج موسكو دون أن يصل ذلك لدرجة الدعم.
وفي الوقت ذاته، حينما تحدث الرئيس الصيني مع نظيره الأوكراني زيلينسكي، مطلع الهجوم، عبر عن أسفه للحرب الحاصلة، لكن دون إظهار دعم ملموس لكييف في مطالبها أمام روسيا.
مفاوضات متعثرة
يُذكر أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا المتنازعتين منذ أكثر من خمسة شهور، استمرت لوقت قصير على جولات متتابعة احتضنتها بيلاروسيا على حدود البلدين، دون أن تسفر عن نتائج ملموسة توقف عجلة الحرب.
ومراراً ما وصفت كييف الجولات السابقة من المحادثات مع روسيا بأنها "صعبة للغاية"، حسبما نقلت وكالة رويترز أواخر مارس/آذار الماضي.
وفي 22 يوليو/تموز 2022 وقع البلدان اتفاقاً رعته تركيا من أجل تصدير الحبوب الأوكرانية بشكل آمن، وذلك بعد 5 أشهر من الهجوم الروسي على البلاد، في ظل أزمة غذاء باتت تهدد دولاً كثيرة حول العالم، لا سيما الفقيرة منها، منذ تعطل نقل الحبوب من موانئ البلد الغني بالقمح.
التوقيع جرى على "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بين كل من وزيري دفاع تركيا خلوصي أكار، وروسيا سيرغي شويغو، ووزير البنية التحتية الأوكراني، ألكسندر كوبراكوف.
يشار إلى أن الرئيس الأوكراني أعلن مراراً رغبته في عقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي من أجل التفاوض، وفي المقابل أبدى بوتين استعداده مؤخراً لهذا اللقاء، ما يشير إلى تقارب بين الطرفين أكثر من السابق.
يذكر أن القوات الروسية استهدفت الأراضي الأوكرانية في يوم 24 فبراير/شباط 2022، ما أدى إلى مقتل الآلاف وهروب الملايين إلى الاتحاد الأوروبي، خوفاً من آلة القتل الروسية.