بدأت في الولايات المتحدة، الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022، محاكمة مواطن أمريكي من أصول مصرية يدعى ياسر سعيد، بتهمة قتل ابنتيه المراهقتين في عام 2008، وذلك بعد أن تمكن من البقاء متوارياً عن الأنظار لمدة 12 عاماً، بحسب موقع "nbcnews" الإخباري.
ووفقاً للموقع، فإن ياسر، المولود في مصر، كان متزوجاً من أمريكية، ومتهم بإطلاق النار على ابنتيه: سارة البالغة من العمر 17 عاماً، وأمينة البالغة من العمر 18 عاماً، وذلك خلال وجودهما معه في سيارة الأجرة التي يعمل عليه، فيما يشتبه بأنها "جريمة شرف".
الموقع أشار إلى أن سعيد اختفى بعد مقتل الفتاتين، وقضى 12 عاماً وهو موجود في قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لأكثر الهاربين المطلوبين، إلى أن جرى العثور عليه مختبئاً في مدينة جاستن بولاية تكساس؛ حيث كان يأويه شقيقه ياسين البالغ من العمر 45 عاماً، وبعلم ابنه إسلام، الذي كان يبلغ من العمر، في وقت الحادثة، 19 عاماً.
أسباب القتل
وخلال الجلسة الافتتاحية لمحاكمة ياسر، البالغ من العمر 65 عاماً، قالت المدعي العام، لورين بلاك، إن الفتاتين كانتا قد هربتا مع والدتهما، باتريشيا أوينز، قبل نحو أسبوع من واقعة القتل، حيث كانتا تقيمان في ضاحية لويسفيل بمدينة دالاس، ليتوجها إلى أوكلاهوما بغية الابتعاد عن والدهما الذي يعتقد أنه كان يريد التخلص من الشقيقتين بعد أن علم أن إحداهما على علاقة بشاب غير مسلم.
كما أوضحت بلاك أن الفتاتين كانتا "خائفتين جداً على حياتهما بعدما أشهر والدهما المسدس ووضعه برأس أمينة"، مضيفة أنهما قررتا بعد ذلك الفرار من المنزل، والذهاب مع والدتهما إلى مكان أكثر أمناً.
ولكن سعيد، تمكن بعد ذلك من إقناع المراهقتين بالرجوع إلى المنزل بعد أن أعطاهما وعوداً حاسمة بعدم التعرض لهما، وأنه قد تغير، بيد أنه، وبحسب الادعاء، أقدم على جريمته في مساء يوم عودتهما نفسه.
وفي رسالة مكتوبة إلى القاضية التي تشرف على القضية، أكد سعيد أنه كان غير راضٍ عن "مواعدة ابنتيه للشباب"، لكنه نفى قتلهما.
"الأدلة غير كافية"
فيما قال محامي الدفاع، جوزيف باتون، خلال الجلسة الافتتاحية، إن الأدلة غير كافية لإدانة موكله، مشيراً إلى أن الشرطة كانت "متسرعة جداً" في توجيه التهم إليه"، وأن "المشاعر المعادية للمسلمين لعبت دوراً في ذلك".
وفي تبريره لاتصال سارة برقم الطوارئ 911 باستخدام هاتف محمول لتقول إن والدها أطلق النار عليها وإنها تحتضر، أوضح محامي الدفاع أنه "في لحظات من الصدمة الشديدة يمكن للناس أن يعانوا من الهلوسة".
وفي رسالة بريد إلكتروني إلى معلمة التاريخ في الثانوية، قبل أيام قليلة من موتها، وقرأها الادعاء العام خلال الجلسة، قالت أمينة لمدرستها إنها لا تريد أن تعيش في أجواء تقاليد وعادات والدها، وإنها لا ترغب في الارتباط بـ"رجل من الشرق الأوسط"، مضيفة "أعلم أنه (والدي) سوف يبحث حتى يجدنا ويقتلنا".
وكانت والدة الفتاتين زوجة سعيد السابقة، باتريشيا أوينز قد قالت في تصريحات سابقة لصحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" بعد القبض على المتهم، إنها تعتقد أن ابنتيها قد قتلتا جراء "جريمة شرف"، ولكنها لا تستطيع أن تحدد الدافع الحقيقي وراء مقتلهما.
إذ قالت أوينز: "كانتا محبوبتين وذكيتين وتساعدان أي شخص محتاج.. كانتا من أكثر الأطفال روعة في العالم، ولم تستحقا ما حدث لهما".