أعلنت هولندا، الأربعاء 3 أغسطس/آب 2022، رسمياً تسجيل شح في المياه بسبب الجفاف الذي يضربها منذ أسابيع عدّة، في وقت تسجل أوروبا موجة حر جديدة، لا سيما في إسبانيا وفرنسا.
سبق أن فرضت السلطات الهولندية قيوداً على الزراعة وعلى الملاحة في بعض القنوات، وأشارت في بيان، إلى أنه يجري البحث عن إجراءات جديدة للحفاظ على المياه طيلة فترة الجفاف هذه.
وزير البنية التحتية وإدارة المياه في هولندا، مارك هاربرز، قال إن "هولندا هي أرض المياه، ولكن هنا أيضاً مياهنا ثمينة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
جاء ذلك فيما توقعت الحكومة استمرار الجفاف "لبعض الوقت"، مع تأكيدها العمل على توفير كميات كافية من مياه الشرب.
رغم أن هولندا محمية من مياه البحر عبر نظام سدود وقنوات، فإنها لا تزال معرّضة لتداعيات تغيّر المناخ، في ظل وجود نحو ثلث مساحتها تحت مستوى سطح البحر.
كانت مناطق عدّة من هولندا، ثاني أكبر مصدّر زراعي في العالم بعد الولايات المتحدة، قد منعت المزارعين من ري المحاصيل بالمياه السطحية، كما أُغلقت بعض قنوات الملاحة، لا سيما أنّ المياه المالحة تتسلّل من البحر إلى بعض الأنهار حيث مستويات المياه منخفضة للغاية، وفقاً لهاربرز.
أشار هاربرز أيضاً إلى أن الجفاف "بات ظاهراً أكثر فأكثر في الطبيعة"، مضيفاً: "لهذا السبب أطلب من جميع الهولنديين التفكير ملياً قبل أن يقرّروا ما إذا كانوا سيغسلون سياراتهم أو يملأون حوض السباحة القابل للنفخ، بالكامل".
بدورها، أوضحت الحكومة أن الأولوية ستُعطى الآن لسلامة نظام السدود الهولندي، ثم لإمدادات مياه الشرب والطاقة.
كان قد اُعلن عن آخر حالات شح رسمي في المياه بهولندا في العامين 2018 و2011، وفي يوليو/تموز 2022، سجّلت البلاد ثالث أعلى حرارة فيها عند 39.4 درجة مئوية، منذ بدء تدوين البيانات، وقبل شهر من ذلك، عانت من أول إعصار قاتل منذ 30 عاماً.
موجة حر بأوروبا
في موازاة ذلك، تشهد أوروبا موجة حر جديدة، وللمرّة الثالثة منذ يونيو/حزيران 2022، ترزح فرنسا وإسبانيا تحت وطأة موجة حرّ خانق، في حين يشتدّ الجفاف يوماً بعد يوم في أنحاء أوروبا.
بعد انخفاض درجات الحرارة لفترة وجيزة في أواخر يوليو/تموز 2022، شهدت إسبانيا مجدداً حرارة تخطّت 40 درجة مئوية في عدّة مناطق بالجنوب، بعدما وصلت الحرارة إلى 43.3 درجة في تالافيرا دي لا رينا بمقاطعة توليدو.
من المرتقب أن تستمرّ هذه الموجة حتى الخميس 4 أغسطس/آب 2022 على أقلّ تقدير، بحسب ما قاله الناطق باسم مصلحة الأرصاد الجوية الإسبانية، روبن ديل كامبو، لوكالة الأنباء الفرنسية.
في فرنسا كذلك، حذّرت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (ميتيو فرانس) من أن "يوم الأربعاء سيكون الأشدّ حرّاً على الصعيد الوطني"، غير أن درجات الحرارة القصوى ستتواصل الخميس "ناحية نحو الشرق".
"ميتيو فرانس" أضافت أنه "بين الأربعاء والخميس، ستكون الحرارة القصوى 35 درجة مئوية أو تتجاوزها، وقد تصل في الجنوب الغربي إلى 39 أو 40 درجة".
يُشار إلى أن العلماء يعتبرون أن تكاثر موجات الحرّ نتيجة مباشرة للأزمة المناخية، إذ إن انبعاثات الغازات الدفيئة تزداد شدّة وتواتراً وتبقى فترات أطول في الجوّ.