أثار تسريب مقطع فيديو لجثة الشابة المصرية، نيرة أشرف، التي قُتلت ذبحاً على يد صديقها بالمنصورة، غضباً في مصر، الأربعاء 3 أغسطس/آب 2022؛ ما دفع السلطات إلى التحرك.
الفيديو المروع الذي انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، أظهر جثة نيرة وعليها آثار الطعنات التي تلقتها، من قِبل محمد عادل الذي ذبحها على الملأ أمام جامعة المنصورة يوم 20 يونيو/حزيران 2022، ويمتنع "عربي بوست" عن نشر الفيديو لفظاعته.
محامي أسرة نيرة، خالد عبد الرحمن، قال في تصريح لصحيفة "الدستور"، إن عائلة الفتاة "تعيش أزمة حقيقية بعد انتشار الفيديو لا تقل أبداً عن أزمة فقدانهم ابنتهم".
أضاف المحامي أن والدة نيرة بعد مشاهدتها الفيديو المنتشر دخلت في نوبة بكاء تطورت إلى حالة إغماء استمرت لساعات ونقلت على أثرها إلى المستشفى لتلقى العلاج، فضلاً عن إصابة بقية أفراد الأسرة "بصدمة معنوية ونفسية"، فيما لم يستطع والدها استكمال مشاهدة الفيديو قبل أن ينهار هو الآخر.
كيف سُرب الفيديو؟
تسريب الفيديو أثار تساؤلات كثيرة حول من يقف وراء نشره على شبكات التواصل، ومن الذي صوره في الأساس.
في هذا الصدد، قال الطبيب محمد خلاف، مدير مستشفى المنصورة التخصصي، إن الفيديو المنتشر حول نيرة بعد وصولها للمستشفى "تم تصويره عن طريق الممرضات في المشرحة بعد وصول الجثمان مباشرة".
أشار "خلاف" في تصريح لموقع "مصراوي"، إلى أن تصوير الفيديو تم حينها "بهدف توثيق المصوغات الذهبية المتعلقة بنيرة أشرف، والجروح أيضاً، وكان ذلك في وجود الشرطة".
"خلاف" أعرب عن تفاجئه بتسريب الفيديو، وقال إنه "تم فتح تحقيق قانوني من خلال لجنة تشكلت من نائب مدير المستشفى والأعضاء القانونيين، ورئيس التمريض، وتم التحقيق مع كل من هو في الطوارئ يوم الحادثة، وتمت مجازاة من تسبب في أي خطأ".
أفضت التحقيقات إلى اعتقال قسم "شرطة أول المنصورة" في الدقهلية ممرضة، قال موقع "المصري اليوم" إنها المتورطة في تصوير مقطع فيديو جثة نيرة داخل المشرحة.
الموقع نقل عن مصادر أمنية- لم يسمها- أن المستشفى الذي صُورت فيه جثة نيرة، يتبع المجالس المتخصصة بوزارة الصحة، وأضافت المصادر أنه "تم إجراء تحقيق موسع مع جميع العاملين باستقبال المستشفى وطاقم التمريض، وتم تحديد شخصية الممرضة التي تعمل باستقبال المستشفى والتي قامت بتصوير الفيديو وتبين أنها تدعى (منى .ال)".
في السياق ذاته، قال شريف مكين، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، إن نيرة تم نقلها يوم الواقعة بالإسعاف لمستشفى المنصورة التخصصي، ثم مشرحة مستشفى المنصورة الدولي.
غضب واسع من تسريب الفيديو
جاء تحرك السلطات فيما شهدت شبكات التواصل الاجتماعي غضباً واسعاً بسبب تسريب فيديو جثة نيرة، وأدان مغردون على موقع "تويتر" نشر الفيديو واعتبروا تسريبه بمثابة إهانة لحرمة الأموات، ولنيرة وأسرتها.
يُذكر أن محكمة الجنايات المصرية بالمنصورة قضت خلال جلستها المنعقدة الأربعاء 6 يوليو/تموز 2022، بالإعدام شنقاً لقاتل نيرة، وذلك بعد إحالة أوراقه لمفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي.