تونس تستدعي القائمة بالأعمال الأمريكية.. غضبت من تصريحات مسؤولين انتقدوا الاستفتاء على الدستور

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/30 الساعة 05:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/30 الساعة 05:16 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي - Getty Images

استدعت وزارة الخارجية التونسية، الجمعة 29 يوليو/تموز 2022، القائمة بالأعمال الأمريكية ناتاشا فرانشيسكي، من أجل التنديد بـ"التدخل" وبالتصريحات "غير المقبولة" لمسؤولين أمريكيين، انتقدوا الاستفتاء على الدستور الذي أجري يوم الإثنين الماضي، والمسار السياسي في تونس.

كانت واشنطن قد اعتبرت في بيان لوزارة خارجيتها، يوم الخميس 28 يوليو/تموز 2022، أن استفتاء تونس على الدستور "اتسم بتدني نسب المشاركة"، وقالت إنها تشاطر التونسيين انشغالهم تجاه مسار صياغة الدستور، وإمكانية أن "يضعف" الديمقراطية في البلاد.

وزارة الخارجية التونسية قالت في بيان إن الاستدعاء جاء "بشأن البيان الصحفي الصادر عن وزير الخارجية الأمريكي بشأن المسار السياسي في تونس".

أضافت أن الاستدعاء "جاء أيضاً بسبب التصريحات غير المقبولة التي أدلى بها السفير المعين ببلادنا (لم تسمه) أمام الكونغرس الأمريكي، خلال تقديمه لبرنامج عمله"، معتبرة أنها "تصريحات تتعارض كلياً مع أحكام ومبادئ اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".

بدوره، أعرب وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، في بيان، عن "استغراب تونس الشديد من هذه التصريحات والبيانات التي لا تعكس إطلاقاً حقيقة الوضع في تونس"، وفق تعبيره. 

أضاف الجرندي أن "هذا الموقف الأمريكي لا يعكس بأي شكل من الأشكال روابط الصداقة التي تجمع البلدين وعلاقات الاحترام المتبادل بينهما، وهو تدخل غير مقبول في الشأن الداخلي الوطني".

قبل ذلك بساعات، التقى الجرندي الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي عبر له عن "رفضه لأي شكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد"، مؤكداً أن سيادة تونس واستقلالها فوق كل شيء.

كان سعيد يشير إلى سلسلة تصريحات، صدرت خصوصاً عن الولايات المتحدة، تنتقد العملية التي أدت إلى استفتاء على دستور جديد تمت الموافقة عليه بنسبة 95% من الناخبين، ولكن بنسبة مشاركة ضعيفة بلغت 30,5%، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

انتقادات أمريكية

كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قد عبّر الثلاثاء 26 يوليو/تموز 2022 عن "مخاوف" أمريكية من أن يتضمن "الدستور الجديد ضوابط وتوازنات ضعيفة قد تقوّض حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية" في البلاد.

بدوره، أعرب جوي هود، الذي اختير سفيراً في تونس، ويتوجب أن تتم الموافقة على تسميته، عن أسفه، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي حيال "تآكل مقلق للمعايير الديمقراطية والحريات الأساسية خلال العام الماضي" في تونس. 

أضاف جوي أن "أفعال الرئيس قيس سعيّد خلال العام الماضي، بتعليق الحكم الديمقراطي وتعزيز السلطة التنفيذية قد أثارت تساؤلات جدية".

كذلك أثار تصريح جديد لوزير الخارجية بلينكن، يوم الخميس 28 يوليو/تموز 2022، غضب السلطات التونسية، إذ قال على حسابه في تويتر إنه يدعم "بقوة التطلعات الديمقراطية للشعب التونسي".

بلينكن أكد أيضاً أن "عملية إصلاح شاملة وشفافة ضرورية لاستعادة ثقة ملايين التونسيين، سواء أكانوا ممن لم يشاركوا في الاستفتاء، أو من الذين عارضوا الدستور الجديد".

يُشار إلى أن الولايات المتحدة توجه انتقادات متزايدة لسعيد، منذ أن أقال الحكومة وجمّد عمل البرلمان وحلّه لاحقاً، في النظام الديمقراطي الوحيد الذي أنتجته انتفاضات "الربيع العربي".

تحميل المزيد