يعملون بالتنسيق مع دقلو! “سي إن إن” الأمريكية: “فاغنر” الروسية تقوم بتهريب الذهب السوداني لموسكو

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/29 الساعة 19:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/29 الساعة 19:50 بتوقيت غرينتش
محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري السوداني - رويترز

كشفت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية، الجمعة 29 يوليو/تموز 2022، في تحقيق استقصائي، أدلة تشير إلى أن روسيا تواطأت مع القيادة العسكرية السودانية لتهريب ما تساوي قيمته مليارات الدولارات من الذهب وحرمان الدولة المنكوبة بالفقر من عائداتها.

قالت الشبكة إن مقابلات متعددة مع مسؤولين سودانيين وأمريكيين رفيعي المستوى ومجموعة من الوثائق التي راجعتها CNN رسمت صورة لمخطط روسي مفصّل لنهب ثروات السودان؛ في محاولة لتحصين روسيا ضد العقوبات الغربية المتزايدة ودعم جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.

إنتاج السودان من الذهب

لآلاف السنين، أنتج السودان بعضاً من أكثر الذهب رواجاً في العالم. وجيش بوتين الخاص، المجموعة شبه العسكرية سيئة السمعة المعروفة باسم "فاغنر"، يعرف ذلك، تنكر الحكومة السودانية وجود "فاغنر" في البلاد، لكن طاقم CNN ذهب للتحقيق في ذلك.

كما تمتد أذرع "فاغنر" عبر إفريقيا، واكتشف طاقم الـ"سي إن إن"، أن بعض عملائها سيئ السمعة يعملون في السودان، حسبما قالت الشبكة الأمريكية يترأس يفغيني بريغوجين "فاغنر". أما ميخائيل بوتبكين فيترأس أعمال بريغوجين والعمليات في السودان، في حين أن أليكساندر سيرجيفيتش كوزنتسوف هو المنفذ الرئيسي لـ"فاغنر"، الذي أدين سابقاً بالاختطاف والسرقة، وهو يعمل مع اللواء السوداني محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، مقابل التدريب والأسلحة.

سافر الفريق 200 ميل شمالاً من العاصمة الخرطوم إلى بلد الذهب، لإلقاء نظرة فاحصة على صانع المال الرئيسي لشركة "فاغنر"، عمال مناجم الذهب. يجلب عمال مناجم الذهب الصخور التي يستخرجونها لمعالجتها. يتم إنتاج 85% من الذهب في السودان حِرَفياً.

يتم أخذ ما في وسعهم من الذهب من الصخور، ويتم بيع ما يتبقى منها، وعندما تتم معالجتها بشكل صحيح من قبل شخص لديه تقنية فائقة، يمكن جني 10 أضعاف ما يربحه عمال المناجم. 

10 أضعاف بدون أي من العمل القاسى. ومصنع المعالجة الأجنبي الوحيد الذي يعمل في السودان هو "ميروي غولد" التابع لـ"فاغنر"، رغم وجود قانون سوداني يقصر الملكية على السكان المحليين.

كشفت الشبكة الأمريكية كذلك، أن المثير للقلق هو فرض عقوبات على "ميروي غولد" منذ عامين من قبل الولايات المتحدة؛ لاستغلالها الموارد الطبيعية في السودان ونشر نفوذها الخبيث في جميع أنحاء العالم.

التهرب من العقوبات 

بحسب الحكومة السودانية، فقد أوقفوا عملياتهم رسمياً لكنهم ما زالوا هنا، وما زالوا يتهربون من العقوبات.

أضافت "سي إن إن": "لقد تحقق طاقم شبكتنا من موقعهم من خلال الإحداثيات التي قدمها محققو مكافحة الفساد السودانيون، وتوجه إلى هناك للتحقق. مع اقترابهم من الموقع، كان هناك علم أحمر للاتحاد السوفييتي السابق يرفرف في مهب الريح. العلم الذي يستخدمه القوميون الروس بشكل متزايد يشير بوقاحة إلى مجمع "ميروي غولد"، مع وجود ناقلة روسية بجانبه.

عند طرح مراسلة CNN بعض الأسئلة على أحد العاملين هناك، أكد في البداية أن هذه شركة روسية، قبل أن يزعم الموظفون أن المصنع مملوك لشركة سودانية تُدعى "الصولج".

بعدها ابتعد طاقم الشبكة وحاول التقاط مزيد من اللقطات في أرض عامة، قبل أن يتبعهم الحراس محاولين إيقافهم ودفعهم إلى المضي قدماً. سبب توترهم الشديد هو أن "الصولج" واجهة للشركة الروسية "ميروي غولد". لا تزال "فاغنر" تعمل بشكل غير قانوني، شركة أجنبية تتظاهر بأنها سودانية للتهرب من العقوبات الأمريكية.

وثائق خاصة 

تحصل الطاقم على وثائق التسجيل الخاصة بهم لإثبات ذلك. تظهر مستندات "ميروي غولد" ومستندات "الصولج" تطابقاً في تواريخ الشكاوى المقدمة في محاكم العمل ضد الشركة الأولى. وبموجب القانون السوداني عندما يتم نقل ممتلكات الشركة فإن أي أحكام ضدها تنقل أيضاً. ولهذا، تظهر المستندات أن الأحكام الصادرة ضد الشركتين متطابقة.

كل ما فعلوه هو تغيير الاسم. تختبئ "فاغنر" على مرأى من الجميع؛ لتجنب العقوبات والحفاظ على تدفق المال إلى موسكو وحربها على أوكرانيا.

أحد المصادر قال إن "ميروي غولد" واجهة للروس خاصة لقوى "فاغنر" التي تعمل على استغلال الذهب من السودان وتصديره. إنها الواجهة وليست شركة. تستخرج الذهب من المخلفات وتشتري الذهب من عمال المناجم السودانيين الحرفيين. هذا غير شرعي، لأن القانون ينص على أنه من المفترض أن يقوم أي منتج للذهب بالإبلاغ عن الكمية التي ينتجها للبنك المركزي ووزارة التعدين، وهذا لا يحدث.

عشرات الأطنان من الذهب

داخل بنك السودان المركزي التقط مُبلِّغٌ صورة لشاشة كمبيوتر تُظهر أن الإنتاج الرسمي في عام 2021 كان 49.7 طن، 32.7 طن منها ليست موثقة من قبل البنك المركزي.

لكن الإنتاج الحقيقي الذي أخبر به المُبلغون "سي إن إن" قد يكون أكثر من 220 طناً، أو ما يعادل 13.4 مليار دولار من الذهب سنوياً تتم سرقته من السودان. فكيف حدث هذا؟

من جانبها تواصلت CNN مع وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين بجانب المنظمة الأم لمجموعة الشركات المدارة من قبل بريغوجين؛ للحصول على تعليق دون رد. كما تواصلت CNN مع مكاتب الحكام العسكريين السودانيين والجنرال عبد الفتاح البرهان والجنرال دقلو، ولم تتلق رداً على طلب التعليق أيضاً.

تحميل المزيد