قدمت منظمتان حقوقيتان، الخميس 28 يوليو/تموز 2022، شكوى جنائية إلى محكمة باريس ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عشية قمة ثنائية مساء اليوم في قصر الإليزيه، الذي قال في بيان، إن النفط وإيران وحقوق الإنسان على جدول أعمال اللقاء.
حيث قالت منظمة "الديمقراطية الآن في العالم العربي" DAWN، في بيان، إنها قدمت مع منظمة Trial International، شكوى إلى محكمة باريس ضد الأمير محمد بن سلمان، مطالبة بفتح تحقيق معه في "تعذيب وقتل" الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل بقنصلية المملكة في إسطنبول عام 2018، بحسب ما نقلته شبكة CNN الأمريكية.
أضاف البيان أنَّ ولي العهد السعودي "متورط" في تعذيب وإخفاء خاشقجي قسرياً بالقنصلية السعودية، وهي "جرائم تخضع للمحاكمة الداخلية في فرنسا"، وتابع البيان أن الأمير محمد بن سلمان "ليست لديه حصانة من المحاكمة، لأنه ليس قائد الدولة".
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة DAWN: "على السلطات الفرنسية فتح تحقيق جنائي على الفور ضد محمد بن سلمان؛ لدوره في القتل البشع لجمال خاشقجي". وأضافت: "بصفتها طرفاً في اتفاقيات الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري، فإن فرنسا ملزمة بالتحقيق مع محمد بن سلمان إذا كان موجوداً على الأراضي الفرنسية"، على حد تعبيرها.
وذكر البيان أن القانون الفرنسي يعترف بـ"الولاية القضائية العالمية" في جرائم التعذيب والإخفاء القسري، وهذا يعني أن "السلطات القضائية الفرنسية مخول لها في حالة التعذيب والإخفاء القسري التحقيق في هذه الجرائم ومقاضاة مرتكبيها بصرف النظر عن مكان ارتكابها، وبصرف النظر عن جنسية المشتبه فيهم أو ضحاياهم، طالما أن المشتبه به موجود على الأراضي الفرنسية".
تعقيب فرنسي
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيناقش حقوق الإنسان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال عشاء عمل في قصر الإليزيه مساء الخميس.
وقال المتحدث باسم الإليزيه إن الرئاسة الفرنسية على علم بالشكوى، لكن "لن يكون لها تأثير مباشر على الاجتماع"، بين ماكرون ومحمد بن سلمان، مشيراً إلى الحصانة التي يستفيد منها رؤساء الدول خلال هذه الزيارات.
يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في إطار الجهود الغربية المتزايدة للتودد إلى أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم، على خلفية الحرب الأوكرانية والمحادثات المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وانتقدت شخصيات معارضة وجماعات حقوقية فرنسية دعوة ماكرون لولي العهد إلى تناول العشاء في قصر الإليزيه، إذ يعتقد زعماء غربيون أنه أمر بقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في 2018.
تأتي زيارة الأمير محمد لباريس بعد أسبوعين من محادثات أجراها في السعودية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن. ويحرص الغرب على فتح صفحة جديدة في العلاقات مع عملاق النفط الخليجي؛ في إطار سعيه لمواجهة النفوذ الإقليمي المتزايد لإيران وروسيا والصين.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، على تويتر قبيل زيارة ولي العهد السعودي: "تحسين صورة الأمير القاتل ستساق له الذرائع في فرنسا كما حدث في الولايات المتحدة بمقتضيات الواقعية السياسية. لنواجه الحقيقة! المساومة لها الغلبة".
وتتطلع فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى تنويع مصادر الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي أسفر عن خفض موسكو إمدادات الغاز إلى أوروبا. ويريد ماكرون من الرياض، أكبر مصدّر للنفط في العالم، زيادة الإنتاج.
وفرنسا أحد موردي الأسلحة الرئيسيين للرياض لكنها واجهت ضغوطاً متزايدة لمراجعة مبيعاتها، بسبب الأزمة الإنسانية في اليمن التي تعد الأسوأ في العالم. ويقاتل تحالف تقوده السعودية في اليمن الحوثيين المتحالفين مع إيران منذ 2015.
رفض ماكرون، الذي أصبح في ديسمبر/كانون الأول الماضي أول زعيم غربي يزور السعودية منذ مقتل خاشقجي، الانتقادات لجهوده في التواصل مع الأمير محمد، قائلاً إن المملكة أهم من أن يتم تجاهلها.