ألغت الحكومة الإسرائيلية، الخميس 28 يوليو/تموز 2022، التراخيص الدائمة الممنوحة لـ6 مدارس في مدينة القدس، بزعم تدريس مضامين "تحرّض على الدولة والجيش الإسرائيلي في الكتب المدرسية"، فيما أمهلتها عاماً واحداً لتصويب مناهجها التي أزعجت تل أبيب.
بحسب وسائل إعلام فلسطينية، فقد صدر القرار عن وزيرة التعليم الإسرائيلية، يفعات شاشا – بيتون، واستهدف مدارس الإيمان في جميع مراحلها والتي يبلغ عدد طلابها نحو 1755 طالباً وطالبة في المرحلتين الابتدائية والثانوية، إضافة إلى الكلية الإبراهيمية التي يبلغ عدد طلابها 288 طالباً وطالبة، وأنشئت عام 1931.
فيما بررت وزارة التعليم الإسرائيلية قرارها، بالقول إنها "ضبطت" كتباً تحتوي على مضامين "تمجد الأسرى وكفاحهم المسلح ضد دولة إسرائيل"، وتكشف جرائم الاحتلال في "منع العلاج عن المرضى وتعمُّد إلحاق الأذى بالطاقم الطبي، واتهامات بمسؤولية إسرائيل عن أزمة المياه في السلطة الفلسطينية، وادعاءات قاسية حول القتل والترحيل والمذابح العسكرية".
كما نقل البيان عن وزيرة التعليم قولها إن "التحريض على دولة وجنود الجيش الإسرائيلي في كتب الأطفال بالمدارس ظاهرة لا تحتمل وسيتم التعامل معها بصرامة. كل من وُجدت في مؤسساته التعليمية كتب تحتوي على التحريض ومضامين كراهية وشيطنة ضد دولة إسرائيل ورموزها، ستلغى رخصته".
بحسب وزارة التعليم الإسرائيلية فإن مديري هذه المدارس مُنحوا تراخيص مؤقتة تسمح لهم بمواصلة العمل لمدة عام، على أن يتم فيها العمل على تعديل المناهج الدراسية والمضامين التي اعترضت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلية والتي زعمت أنها "تحريضية".
وشددت على أنه لن يتم منحهم الترخيص الدائم إلا بعد تنفيذ التعديلات التي طالبت بها سلطات الاحتلال.
معاناة الشعب الفلسطيني
واقتبست سلطات الاحتلال نصين من كتاب "المدنيات والمجتمع" المخصص للصف الثالث الابتدائي، تحدث الأول عن اعتقال سلطات الاحتلال أباً فلسطينياً وما أعقبه من نقاش بين ابن المعتقل ووالدته يبرز إنسانية قضية الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال.
أما النص الثاني من الكتاب ذاته، فيستعرض الصعوبات التي يعانيها القطاع الطبي الفلسطيني، وضمنها العراقيل والتضييقات التي تمارسها سلطات الاحتلال على عمل الطواقم الطبية.
كما اقتبست وزارة التعليم الإسرائيلية نصاً من كتاب العلوم المخصص لطلاب الصف الخامس الابتدائي، يعالج أزمة المياه التي يعانيها الفلسطينيون في ظل سيطرة الاحتلال على معظم مصادر المياه في فلسطين.
إضافة إلى اقتباسات من كتب علم الاجتماع المخصصة لطلاب الصف التاسع الإعدادي وهي من نصوص تحدثت عن نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948، وجرائم التطهير العرقي وما رافقها من تهجير قسري ومذابح نفذتها العصابات الصهيونية.