بدأت علامات الانهيار تظهر على بعض المستهلكين عالمياً، إذ أكد المتسوقون، الثلاثاء 26 يوليو/تموز2022، أنهم يلتزمون بشراء الأساسيات مثل الطعام ومبيض الملابس وشطائر البرغر رخيصة الثمن بسبب التضخم القياسي، في حين أن أولئك الذين لديهم حسابات بنكية أكبر يشترون شاحنات صغيرة بقيمة 50 ألف دولار.
في حين يراقب المستثمرون عن كثب نتائج الشركات، بحثاً عن دلائل على أن الاقتصادات تتجه نحو الركود. لكن المستهلكين يرسلون إشارات متباينة حتى الآن. فآثار تردي الأوضاع الاقتصادية تظهر على أولئك الذين تضرروا بشدة من الارتفاع القياسي لأسعار الوقود والغذاء. وفي الوقت نفسه، تظهر بيانات بطاقة الائتمان وغيرها أن البعض لا يزال ينفق على السفر وغيره من الأنشطة التي تكلف الكثير من المال.
تحذيرات بسبب التضخم
أطلقت شركة وول مارت للبيع بالتجزئة إشارة تحذير، الإثنين، وأصدرت تحذيراً نادراً بشأن الأرباح. ويشتري زبائنها في الولايات المتحدة، وهم من الأسر ذات الدخل المنخفض، الطعام والضروريات الأخرى، بينما يتجاوزون الممرات المليئة بالملابس والسلع الرياضية.
من جانبه، قال نيكولا مورغان براونزل، مدير التمويل في ليجال آند جنرال لإدارة الاستثمارات: "تشير النتائج التي صدرت الليلة الماضية إلى أن المستهلك الأمريكي أصبح يركز الآن أكثر على عنصر السلع الأساسية في التسوق؛ إذ لدينا تضخم في أسعار المواد الغذائية في خانة العشرات في بعض متاجر التجزئة تلك".
في حين تراجعت ثقة المستهلك الأمريكي للشهر الثالث على التوالي في يوليو/تموز، وسط مخاوف مستمرة بشأن ارتفاع التضخم ورفع سعر الفائدة.
أما بالنسبة لعمالقة السلع الاستهلاكية مثل شركات كوكاكولا وماكدونالدز ويونيليفر، قالت جميعها، الثلاثاء، إن منتجاتها ما زالت تباع، رغم أسعارها المرتفعة.
رفع توقعات المبيعات
كذلك فقد رفعت شركة يونيليفر، التي تملك 400 علامة تجارية، منها هيلمانز وكنور ودومستوس، توقعات المبيعات للعام بأكمله، بعد تجاوز توقعات المبيعات الأساسية للنصف الأول رغم ارتفاع الأسعار.
لكن حتى الآن يشتري المستهلكون، لكن يوجد تساؤل إلى أي مدى يمكن أن يستمر ذلك. قال أشيش سينها، مدير الاستثمارات في جابيلي، المساهم في يونيليفر وريكيت: "نرى ارتفاعاً في الأسعار عندما نخرج للتسوق أسبوعياً. السؤال هو: ما مدى قبول المستهلك لهذه الزيادات في الأسعار؟".
فيما قالت ماكدونالدز، التي تدير ما يقرب من 40 ألف مطعم، إن مبيعاتها من نفس المتاجر قفزت 10% تقريباً، وهو أفضل بكثير من التوقعات بزيادة نسبتها 6.5%.
مع ذلك، قالت الشركة، التي تتخذ من شيكاغو مقراً لها، إنها تدرس ما إذا كانت ستضيف المزيد من خيارات القائمة مخفضة السعر- لا سيما في أوروبا- إذ يجبر التضخم المرتفع بعض المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض إلى "التنازل" لصالح منتجات أرخص ثمناً وشراء عدد أقل من الوجبات الكبيرة، حسبما أوضح المدير المالي كيفين أوزان خلال اتصال مع المستثمرين.
ارتفاع أحجام المبيعات
من جانبها، قالت شركة كوكاكولا إن أحجام مبيعاتها العالمية ارتفعت 8% في الربع الثاني، مدفوعة بالنمو في كل من الأسواق المتقدمة والناشئة، بينما ارتفع متوسط أسعار البيع بنحو 12%.
قال جاريت نيلسون المحلل لدى سي.إف.آر.إيه: "نتائج كوكاكولا تشهد على قيمة علامتها التجارية، لأن المستهلكين غير مستعدين لشراء بديل آخر، على الرغم من زيادة الأسعار".
من ناحية أخرى، أعادت شركة جنرال موتورز الثلاثاء، تأكيد توقعاتها لأرباح العام بأكمله بزيادة متوقعة في الطلب. وقالت إنها تكبح الإنفاق والتوظيف قبل تباطؤ اقتصادي محتمل، لكن انخفاض صافي الدخل الربع سنوي بنسبة 40% كان مخيباً للآمال؛ مما دفع الأسهم للهبوط.
في الوقت نفسه، انخفض صافي الدخل لشركة صناعة السيارات، ومقرها ديترويت، 40% في الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق؛ بسبب الأزمات في سلاسل التوريد، والتي تشمل النقص العالمي في رقائق أشباه الموصلات الذي تفاقم في يونيو/حزيران. وهبط سهم الشركة 3.5% في منتصف التعاملات الصباحية، ومع ذلك، فإن جنرال موتورز تتوقع ارتفاعاً في عودة الطلب.
توقعات بارتفاع الأسعار
حيث صرح المدير المالي لجنرال موتورز بول جاكوبسون، الثلاثاء، بأنه على الرغم من الضربة التي نجمت عن النقص العالمي في الرقائق خلال يونيو/حزيران 2022 والذي استمر في يوليو/تموز 2022 لا تزال جنرال موتورز تتوقع ارتفاع السعر والطلب على سياراتها. وكررت شركة صناعة السيارات التأكيد على توقعاتها لأرباح العام؛ إذ قال جاكوبسون إن الشركة ترى أن الطلب في النصف الثاني من العام سيعوض أي عجز حدث في الربع الثاني.
في حين يبدأ سعر شاحنة صغيرة من جنرال موتورز بنحو 31500 دولار لطراز شيفروليه الأساسي، وتتراوح أسعار معظم الطرز بين 50 ألفاً و70 ألف دولار. وقال جاكوبسون: "لدينا شعور جيد بأننا سنعوض كل هذا الحجم (المفقود) في النصف الثاني من العام".