تستعد الولايات المتحدة لأخذ احتياطاتها استعداداً لزيارة محتلمة يمكن أن تجريها رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، التي تشهد توتراً متصاعداً مع الصين، لذا فإن البنتاغون قد "طوّر" خططاً تحسباً لأي طارئ، حسبما ذكرته وكالة Associated Press، الأربعاء 27 يوليو/تموز 2022.
من الواضح أن الولايات المتحدة تشعر بحذر حيال تهديد محتمل لزيارة بيلوسي المحتملة أيضاً إلى الصين، ورغم أن مسؤولين أمريكيين قالوا لوكالة "أسوشيتد برس" إنهم لا يعتريهم خوف كبير من أن تهاجم الصين طائرة المسؤولة الأمريكية، لكنهم في الوقت ذاته أشاروا إلى أنها ستدخل واحدة من أكثر المناطق سخونة في العالم.
تنبع هذه المخاوف من أي ردود فعل قد تصدر عن الصين، التي تريد سيادة كاملة على الجزيرة ذاتية الحكم "تايوان"، حيث ربما يؤدي وقوع خطأ صغير، أو سوء فهم، إلى تعريض سلامة المسؤولة الأمريكية للخطر.
احتياطات أمريكية
وأضاف المسؤولون الأمريكيون لوكالة "أسوشيتد برس" أنَّه في حال ذهبت بيلوسي إلى تايوان -وهو لا يزال أمراً غير مؤكد- فإنَّ الجيش الأمريكي سيزيد من تحركاته للقوات والأصول في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ورفض المسؤولون، الذين تحدثوا، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، الإدلاء بأي تفاصيل، لكنهم قالوا إنَّ طائرات مقاتلة وسفناً حربية وأنظمة مراقبة وأنظمة عسكرية أخرى، ستُستخدم على الأرجح لتوفير حلقات متداخلة من الحماية لرحلة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان وتأمين زيارتها هناك.
تتطلب أي رحلة خارجية لمسؤول أمريكي رفيع المستوى إجراءات أمنية إضافية. ومع ذلك، قال المسؤولون إنَّ زيارة بيلوسي إلى تايوان -والتي ستكون أول زيارة لمسؤول أمريكي منتخَب رفيع المستوى إلى تايوان منذ عام 1997- ستتجاوز احتياطات السلامة المعتادة المُتّخذة عند سفر المسؤولين الأمريكيين إلى وجهات أقل خطورة.
ورداً على سؤال حول الخطوات العسكرية المخطط لها لحماية بيلوسي في حال إتمام الزيارة، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، الأربعاء، إنَّ "مناقشة أي إجراءات مُحدَّدة هو أمر سابق لأوانه".
لكنه أضاف أنَّه "إذا تقرَّر سفر رئيسة مجلس النواب، أو أي مسؤول آخر، وطلبوا دعماً عسكرياً، فسنفعل كل ما يلزم لضمان سلامتهم، وإتمام زيارتهم بأمان".
الأزمة بين الصين وتايوان
تعتبر الصين تايوان، المتمتعة بالحكم الذاتي أرضاً، تابعة لها، وهددت بضمّها بالقوة. بينما تحتفظ الولايات المتحدة بعلاقات غير رسمية وعلاقات دفاعية مع تايوان، حتى مع اعترافها بالحكومة في بكين، باعتبارها الحكومة الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها.
الإعلان عن هذه الرحلة المرتقبة يأتي في وقت صعّدت فيه الصين ما تصفه الولايات المتحدة وحلفاؤها في المحيط الهادئ بأنَّه مواجهات محفوفة بالمخاطر مع جيوش أخرى لتأكيد مطالبها الإقليمية الشاملة.
وشملت هذه المواجهات عمليات طيران لمسافات قريبة بشكلٍ خطير، تجبر الطيارين الآخرين على الانحراف لتجنّب الاصطدامات أو مضايقات لأطقم الطائرات والسفن باستخدام أسلحة الليزر المُسبِّبة للعمى أو خراطيم المياه.
بدوره، قال إيلي راتنر، مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن في المحيطين الهندي والهادئ، الثلاثاء 26 يوليو/تموز خلال ندوة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إنَّ العشرات من هذه المناورات حدثت خلال هذا العام فقط. من جانبها، تنفي الصين علاقتها بمثل هذه الحوادث.
مناطق عازلة حول طائرة بيلوسي
ووصف المسؤولون الأمريكيون، الذين تحدثوا إلى وكالة "أسوشيتد برس"، الحاجة إلى إنشاء مناطق عازلة حول طائرة نانسي بيلوسي.
وثمة بالفعل انتشار عسكري كبير للولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة، لذا يمكن التعامل مع أي إجراءات لتعزيز الأمن من خلال الأصول الموجودة هناك بالفعل.
كما يجب أن يكون الجيش الأمريكي مستعداً أيضاً لأي حادث طارئ -سواء في الجو أو على الأرض، حسبما نقلت الوكالة الأمريكية.
وقال المسؤولون إنَّ الولايات المتحدة ستحتاج إلى قدرات إنقاذ في مكانٍ قريب، واقترحوا أن يتضمن ذلك مروحيات على متن سفن موجودة بالفعل في المنطقة.
لم تؤكد نانسي بيلوسي علناً تبني أي خطط جديدة تتعلَّق برحلتها إلى تايوان. كان من المقرر أن تزور رئيسة مجلس النواب الأمريكي تايوان في أبريل/نيسان الماضي، لكنها أجَّلت الرحلة بعد أن ثَبُتت إصابتها بكوفيد-19.