أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن الرئيس جو بايدن غير مستعد لتزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى لتجنب "الانزلاق إلى حرب عالمية ثالثة".
حيث قال سوليفان، الأحد 24 يوليو/تموز 2022 خلال مشاركته في منتدى "آسبن" الأمني، نظمه معهد آسبن (مقره واشنطن) إن "هناك بعض الوسائل التي أعلن الرئيس أنه ليس مستعداً لتقديمها، من بينها صواريخ (أتاكمز) بعيدة المدى، والتي يبلغ مداها 300 كيلومتر"، بحسب ما نقلت صحيفة "كييف إندبندنت".
حرب عالمية ثالثة
أضاف أن بايدن "يرى أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو فعل كل ما هو ضروري لدعم أوكرانيا والدفاع عنها، ولكن الهدف الآخر هو ضمان ألا ينتهي بنا المطاف في وضع ننزلق فيه إلى حرب عالمية ثالثة".
كانت الولايات المتحدة سلمت كييف 12 راجمة من طراز HIMARS MLRS، فيما أعلنت يوم الجمعة عن تسليم مرتقب لأربع راجمات أخرى من هذا الطراز.
في السياق ذاته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي بالفيديو، الأحد، بعد خمسة أشهر من الهجمات الروسية، إن أوكرانيا ستواصل بذل كل ما في وسعها لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالعدو.
أضاف زيلينسكي: "حتى المحتلون يعترفون بأننا سننتصر.. نسمعها في محادثاتهم طوال الوقت، وفيما يخبرون به أقاربهم عندما يتصلون بهم".
أوكرانيا لم تستسلم
قال زيلينسكي إن أوكرانيا لم تستسلم. وأضاف: "نحن نبذل قصارى جهدنا لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالعدو ولحشد أكبر قدر ممكن من الدعم لأوكرانيا".
في حين واصلت أوكرانيا جهودها، الأحد، لاستئناف تصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود بموجب اتفاق يهدف إلى تخفيف نقص الغذاء العالمي، لكنها حذرت من أن الشحنات ستواجه مشاكل إذا كان قصف روسيا لميناء أوديسا ينذر بالمزيد.
من جانبه، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهجمات السبت، ووصفها بأنها "همجية" صارخة تثبت أنه لا يمكن الثقة في موسكو لتنفيذ اتفاق تم التوصل إليه قبل يوم واحد توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.
فيما نقلت قناة سوسبيلن التلفزيونية الأوكرانية الرسمية عن الجيش الأوكراني قوله إن الصواريخ لم تلحق أضراراً كبيرة بمنطقة تخزين الحبوب في الميناء أو تتسبب في دمار كبير، وقالت كييف إن الاستعدادات لاستئناف شحنات الحبوب جارية.
كما قال ألكسندر كوبراكوف، وزير البنية التحتية، على فيسبوك: "نواصل الاستعدادات الفنية لاستئناف صادرات المنتجات الزراعية من موانئنا".
في حين أوضح الجيش الأوكراني أن صاروخين روسيين من طراز كاليبر أصابا منطقة بها محطة ضخ في ميناء أوديسا وأن قوات الدفاع الجوي أسقطت صاروخين آخرين.
لكن روسيا قالت إن قواتها أصابت سفينة حربية أوكرانية ومخزن أسلحة في أوديسا بصواريخ عالية الدقة، ولاقى الاتفاق الذي وقعته موسكو وكييف ترحيباً باعتباره انفراجة دبلوماسية ستساعد في الحد من ارتفاع أسعار الغذاء العالمية بعودة تصدير شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى مستوياتها قبل الحرب والتي كانت خمسة ملايين طن شهرياً.
تحذيرات أوكرانية
لكن المستشار الاقتصادي لزيلينسكي حذر من أن هذا المستوى قد يكون بعيد المنال. وقال المستشار أوليه أوستينكو للتلفزيون الأوكراني: "هجوم أمس يشير إلى أن الأمور لن تسير يقيناً كما ينبغي".
أوضح أنه رغم أن أوكرانيا لديها القدرة على تصدير 60 مليون طن من الحبوب على مدى الأشهر التسعة المقبلة، فقد يستغرق ذلك ما يصل إلى 24 شهراً إذا لم تعمل موانئها بشكل صحيح.
يذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو.
فيما تشترط روسيا لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في قراراتها الخاصة.