تخطط السلطة الفلسطينية لبدء حملة دبلوماسية موسعة للتواصل مع القوى العالمية ومحاولة إقناعها بالمساعدة في إحياء المفاوضات مع إسرائيل، بعد خيبة أملها من الموقف الأمريكي، حيث أصبحت أكثر قناعة بضرورة استبدال واشنطن كوسيط للسلام، بحسب ما قالته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الخميس 21 يوليو/تموز 2022.
بحسب الصحيفة، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يأمل أن يضطلع الاتحاد الأوروبي بدور أكبر في تحريك الأمور بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويعتزم عباس زيارة فرنسا ولقاء ماكرون بعد أن التقيا آخر مرة وجهاً لوجه في أبريل/نيسان 2014.
يأتي اللقاء بين ماكرون وعباس بعد أسبوع من استقبال الرئيس الفرنسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد، عندما أكد ماكرون أنه "لا بديل عن استئناف الحوار السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مؤكداً في الوقت نفسه "استعداده للمساهمة في استئناف" عملية السلام و"تعبئة المجتمع الدولي لصالحها".
إحباط من موقف بايدن
تأتي محادثات عباس وماكرون أيضاً بعد خمسة أيام من لقاء عباس بالرئيس الأمريكي جو بايدن في بيت لحم بالضفة الغربية. وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن عن موقفه طويل الأمد، الجمعة 15 يوليو/تموز، في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس.
قال بايدن: "ما زلت ملتزماً بهدف تحقيق حل الدولتين على حدود 1967… لكنني أعتقد أنه بعيد المنال حالياً"، مضيفًا أنَّ الوقت غير مناسب لفعل أي شيء حيال ذلك.
من جانبه، علّق مسؤول فلسطيني طلب عدم نشر اسمه: "الفلسطينيون مقتنعون الآن بأنَّ الأمريكيين غير مهتمين بالسعي للتقريب بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
فيما أكد بيان صادر عن قصر الإليزيه أنَّ ماكرون وعباس سيناقشان "السبل الممكنة لاستئناف المفاوضات بهدف تحقيق سلام عادل ودائم" في الشرق الأوسط.
وفقاً لمصادر في رام الله، فإن الرئيس عباس "ثائر ويضيق ذرعاً" من الولايات المتحدة؛ لدرجة أنه يسعى الآن للحصول على مساعدة أوروبية لتحريك عملية السلام المُجمّدة في الوقت المناسب، ويريد تهميش واشنطن في هذه المسألة.
وقال أحمد رفيق عوض، رئيس مركز دراسات القدس في جامعة القدس، لوكالة أنباء The Media Line الأمريكية، إنَّ الفلسطينيين "محبطون للغاية" من الرئيس بايدن، الذي "رأى فينا أناساً يريدون فقط تسهيلات اقتصادية".
يقول عوض: "لم ير فينا شعباً محتلاً يتوق إلى الاستقلال والحرية".
كما صرّح مصدر فلسطيني، بأنَّ السلطة الفلسطينية غاضبة للغاية من الإدارة الأمريكية بشأن ما وصفته بـ"عدم الجدية" في تعاملها مع القضية الفلسطينية؛ لدرجة أنَّ عباس هدد بسحب اعترافه بإسرائيل والاستعداد لإنهاء التنسيق الأمني.
يقول المحلل السياسي في غزة، مخيمر أبو سعدة: "لا بد أنَّ عباس يشعر بخيبة أمل وإحباط. إذ برغم مرور أكثر من عام ونصف العام على تولي بايدن منصبه، لم يفِ بوعوده للفلسطينيين إلى الآن. فمنذ أكثر من عام ونصف العام وعد بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس".
يضيف أبو سعدة: "الدور الجدّي الوحيد الذي أسهم فيه الأمريكيون منذ إنشاء السلطة الفلسطينية [عام 1994] هو دعم الفلسطينيين مالياً، لكنهم فشلوا في الانخراط بين الفلسطينيين والإسرائيليين".