يتوجس الألمان من برودة الطقس خلال فصل الشتاء القادم، بسبب عدم اليقين مما إذا كان التوقف الكلي المُحتمل لإمدادات الغاز الروسي سوف يجبر على فرض ترشيد استهلاك الطاقة على الأسر مثلما هو الحال مع الصناعات.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت الثلاثاء 19 يوليو/تموز 2022، إن ألمانيا استطاعت خفض اعتمادها على الغاز الروسي من 55% من إجمالي الطلب إلى 35% منذ بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا، لكنها لا تزال تعتمد اعتماداً كبيراً على خط أنابيب نورد ستريم 1، الذي أُغلق لمدة 10 أيام بداية من 11 يوليو/تموز 2022، بسبب أعمال صيانة دورية.
بالنسبة لخطي الغاز الآخرَين اللذين يحملان الغاز الروسي عادةً إلى ألمانيا، فإنهما لا يخدمان البلاد في الوقت الراهن.
بموجب الخطط الحالية، سوف تكون الأسر محمية من ترشيد الغاز جنباً إلى جنب مع المستهلكين الذين يتمتعون بـ"حماية"، مثل دور الرعاية والمستشفيات.
يعني هذا أن الوطأة الأكبر من خفض الغاز سوف تقع على كاهل الصناعات في ألمانيا، التي تستهلك نحو ثلث الغاز المتاح بالبلاد، بيد أن الأسابيع الأخيرة شهدت ارتفاع الأصوات من الصناعات الدوائية والكيميائية التي بدأت في نشر نداءات عامة تجادل بأن ترشيد استهلاك الطاقة في قطاعاتهم سوف يحمل تأثير الدومينو، الذي تتبعه عواقب كارثية.
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مصادر في موسكو، الثلاثاء 19 يوليو/تموز 2022، أن خط "نورد ستريم 1" كان من المتوقع عودته إلى العمل في موعده المحدد، وإن كان سيعود بطاقة أقل من قدرته الاستيعابية المُقدرة بنحو 160 مليون متر مكعب يومياً.
مع ذلك، إذا لم يعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إمدادات الغاز مع نهاية مدة الصيانة المنتظرة غداً الخميس 21 يوليو/تموز 2022، مثلما يتوقع غالبية الألمان، فسوف يضع ذلك ضغوطاً على كاهل أكبر اقتصاد في أوروبا.
يقول سيمون تاليابييترا، الزميل البارز لدى المؤسسة الفكرية Bruegel المتخصصة في السياسات الاقتصادية والمستقرة بالعاصمة البلجيكية بروكسل: "يتمثل أسوأ الاحتمالات في أن البلاد الأوروبية سوف تحتاج إلى خفض استهلاكها من الغاز بنحو 15%".
لكن ألمانيا سيتعين عليها أن تشهد خفضاً بنحو 30% أو 20% إذا نجحت في استكمال تشييد محطتي الغاز المسال العائمتين في بحر الشمال بميناء فيلهلمسهافن وميناء برونسبوتل مع نهاية العام الحالي، مثلما كان مخططاً.
أضاف تاليابييترا: "إذا وقعت الدول الأوروبية في فخ بوتين وواجهنا سيناريو حمائية الطاقة بحلول الشتاء، فسوف يتضرر الاقتصاد تضرراً أسوأ بكثير".
يشير استبيان نشرته محطة البث التلفزيونية الألمانية الحكومية ZDF يوم الجمعة 15 يوليو/تموز 2022، إلى أن الشعب الألماني لا يزال يؤيد بقوةٍ الموقف السياسي لحكومته من أوكرانيا، إذ قال 70% من المستجيبين للاستبيان إنهم سوف يقفون بجوار البلد الذي يتعرض لهجوم من جيرانه في الشرق، برغم ارتفاع أسعار الطاقة.
لكن استبياناً آخر أجرته شركة Forsa للاستبيانات، يوضح أن الشواغل المتعلقة بأزمة الطاقة تتعاظم باطراد، بينما بدأت الحرب تتراجع من صدارة اهتمامات الشعب.
إذ اعتبر 58% من المستجيبين أن نقص إمدادات الطاقة هو الموضوع الأهم في الوقت الراهن، بينما اعتبر 70% أن الصراع العسكري في أوكرانيا هو الأهم.