تتزايد المطالبات بالإفراج عن المحامي الأمريكي عاصم غفور، المقرَّب من الصحفي الراحل جمال خاشقجي، والذي احتجزته الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، وسط تساؤلات عن سبب اعتقاله، وإن كان لواشنطن دور في ذلك، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وكانت السلطات الإماراتية ألقت القبض على عاصم غفور يوم 14 يوليو/تموز 2022 أثناء توقفه في أبوظبي خلال رحلته الجوية لحضور مناسبة عائلية في إسطنبول، تركيا.
فيما قالت المجموعة الحقوقية، الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن، والتي يشغل عاصم غفور منصباً في مجلس إدارتها، إن المحامي المقيم في فرجينيا محتجز في الإمارات "بسبب إدانة غيابية لدوافع تبدو سياسية".
وفقاً للتقارير الإماراتية، ألقت السلطات الإماراتية القبض على غفور بسبب حكم إدانة غيابي بتهمة غسيل الأموال، بناء على أدلة، كما ذكرت الإمارات سابقاً عن وجود تنسيق مع الولايات المتحدة بشأن عملية الاعتقال، ضمن جهود مكافحة "الجرائم العابرة للحدود"، الأمر الذي نفته وزارة الخارجية الأمريكية تماماً.
وفي الوقت نفسه، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية الإجابة على التساؤلات، عمّا إذا كانت الولايات المتحدة طلبت من الإمارات التحقيق مع غفور، وأحالت المراسلين إلى وزارة العدل.
وقالت وزارة العدل إنها لا تناقش أي اتصالات تُجرى مع الحكومات الأجنبية.
اجتمعت الجماعات الإسلامية والمنظمات الحقوقية والعشرات من المشرعين الأمريكيين، بينهم إلهان عمر ودون باير، خلال الأيام الماضية للمطالبة بإسراع الولايات المتحدة بطلب الإفراج عن غفور.
ووصف البعض عملية الاعتقال بالمثيرة للقلق؛ لأنها تأتي في الوقت الذي يزور فيه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المنطقة، ويجتمع بعدد من مسؤولي الدول، من بينها الإمارات العربية المتحدة.
إذ كتب مات داس، مستشار السياسة الخارجية لعضو مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز، على تويتر: "ينبغي أن يتوقع الأمريكيون مزيداً من تلك التصرفات عقب زيارة بايدن للمنطقة، فقد منح خلال الأسبوع الماضي حكومات الشرق الأوسط القمعية شعوراً بالحصانة الكاملة".
صرحت الولايات المتحدة بأنها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات من السلطات الإماراتية بشأن اعتقال غفور، وبأنها زارت غفور في محبسه بالإمارات عدة مرات. ويُذكر أن مسؤولين من الولايات المتحدة حضروا جلسة الاستماع مع غفور يوم 18 يوليو/تموز، دون التصريح بأي تفاصيل عمّا دار بالجلسة.
وقال مسؤولون إماراتيون لوكالة Reuters إنه يُسمح لعاصم غفور بطلب إعادة المحاكمة، لأن الحكم الأول صدر غيابياً، إلا أن غياب تأكيد واضح بشأن ما إذا كانت واشنطن قد طلبت من الإماراتيين التحقيق مع المحامي يثير المخاوف بشأن الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في عملية اعتقاله. يُذكر أن غفور له تاريخ من خضوعه للمراقبة في الولايات المتحدة.
ورفضت السفارة الإماراتية في واشنطن طلب موقع MME الإخباري للتعليق على اعتقال غفور، وطبيعة التهم الموجهة ضده.