وصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، 18 يوليو/تموز، إلى المغرب، في زيارة هي الأولى له للمملكة تستمر لثلاثة أيام، وصفها الجيش الإسرائيلي والصحافة الإسرائيلية بالتاريخية.
ووفق الصحافة الإسرائيلية، سيرافق كوخافي، خلال الزيارة، كل من: رئيس لواء العلاقات الخارجية، ورئيس لواء البحوث وهيئة الاستخبارات، إذ ينتظر أن يلتقيا كبار مسؤولي المؤسسة العسكرية والأمنية المغربية.
خطوة إضافية للتعاون
ويبدأ كوخافي أنشطته الرسمية باجتماعات مع المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية الجنرال الفاروق بلخير، والوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، كما أوردت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وكان رئيس المكتب الإسرائيلي لدى المغرب، ديفيد غوفرين، أعلن، في تغريدة على تويتر أن زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تشكل "خطوة إضافية، وذلك بعد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".
حينذاك، وقَّع بني غانتس اتفاقيات أمنية في الرباط مع الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع المغربي، عبد اللطيف لوديي، يحدد التعاون الأمني بين البلدين "بمختلف أشكاله"، في مواجهة "التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة".
كما يتيح الاتفاق للمغرب اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير.
وخلال يونيو/حزيران الماضي، زارت لجنة عسكرية مشتركة إسرائيل، إذ اتّفِق على خطة العمل لعامَي 2022 و2023، فيما قام قبل ذلك في مارس/آذار الماضي كل من رئيس هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، وقائد لواء العلاقات الخارجية، وقائد لواء التفعيل في هيئة الاستخبارات، بزيارة عمل إلى المغرب.
زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ليست رمزية
في تعليقه على زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى المغرب، يرى محللون أن الزيارة لا تعدو أن تكون زيارة رمزية فقط، وأنها تكملة لما توصل إليه الطرفان وراء الكواليس طيلة الأسابيع والأشهر السابقة دون تسريبات للإعلام ودون إفشاء تفاصيلها.
من جانبه، يرى الأكاديمي المتخصص في الشؤون العسكرية، محمد شقير، أن زيارة المسؤول في جيش الدولة العبرية هي على الخصوص امتداد لزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى المملكة.
ويتوقع شقير، في اتصاله مع "عربي بوست"، أن تشمل اجتماعات المسؤول العسكري الإسرائيلي بالمسؤولين العسكريين المغاربة "بلا شك نقطة تتعلق بتصنيع طائرات درون، وإمكانية الحصول على أنظمة دفاعية، إضافة إلى نقاط أخرى تهم المجال الاستخباراتي، بحكم أن رئيس الأركان يرافقه لواء مسؤول عن الوحدة الاستخباراتية الإسرائيلية، إلى جانب لواء مسؤول عن العلاقات الخارجية".
كما ستشمل هذه الزيارة أيضاً "مسائل تهم التدريب وتبادل المعلومات الأمنية الاستخباراتية، مما قد يثير مخاوف الجزائر التي تنظر بتوجس إلى أوجه التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل"، يضيف الأكاديمي والخبير في الشؤون العسكرية.
حلف ضد إيران
على مستوى آخر، تبرز تحركات الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل في سبيل تشكيل حلف ضد إيران؛ إذ تسعى "الزيارة الرسمية لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى المغرب، إلى تدعيم التحالف الاستراتيجي الأمريكي- الإسرائيلي مع المغرب؛ مما يعكس أن هذه الزيارة تندرج ضمن هذا التحالف"، حسب الأكاديمي والخبير في الشؤون العسكرية، محمد شقير.
وكان قائد الجيش الإسرائيلي زار رسمياً البحرين الأسبوع الماضي، مركّزاً على التعاون بين البلدين ضد إيران، خصوصاً إثر القلق في إسرائيل حيال القمة التي ستُعقد في طهران، الأسبوع الحالي، وتجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران، بعدما انتهت جولة الرئيس الأمريكي، جو بادين، للشرق الأوسط بنتائج وتطورات إقليمية أظهرت مبالغة التوقعات الإسرائيلية إزاء "حلف دفاعي إقليمي" ضد إيران، بحسب محللين إسرائيليين.
ويذهب أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة (شمال)، عبد الله أبو عوض، إلى أن "الانفتاح على المغرب هو في صلب تجديد الآلية الاستشرافية للتحالفات العسكرية التي تعتمدها إسرائيل في الآونة الأخيرة".
أما "بالنسبة للتحركات السياسية الإيرانية في شمال إفريقيا، فالمغرب يعتبر ذا قوة سياسية ودبلوماسية وعقدية، لمواجهة التوغل الإيراني الذي يعتمد المقاربات الثلاث، وهو ما انتبه له المغرب منذ سنين وعمد إلى تدبيره بحكمة وتبصر دوليين وهو ما ساعده على حماية أمنه الروحي، وعمقه السياسي"، حسب أبو عوض لـ"عربي بوست".
وشدد أستاذ القانون والعلاقات الدولية على أنه "بالنسبة للرباط فالمصلحة العليا تبقى للوطن، وأي تحالف استراتيجي يعتمد مقاربة السبق، دون إغفال أهمية استيعاب التغيرات التي تطرأ على السياسة الدولية".
لذلك "فإسرائيل هي من تبحث عن المغرب كحليف استراتيجي، دون أن ننسى مدى القوة والتطور العسكري الإسرائيلي الذي سيدفع بتبادل الخبرات بين الجيش المغربي والجيش الإسرائيلي"، يخلص إليه المصدر ذاته.