يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طهران، الثلاثاء 19 يوليو/تموز 2022؛ للقاء الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وذلك في أول رحلة لبوتين خارج دول الاتحاد السوفييتي السابق منذ غزو أوكرانيا.
تأتي زيارة بوتين لإيران لعقد خامس اجتماع له مع خامنئي، الذي تولى منصب "المرشد الأعلى للثورة الإسلامية" في عام 1989، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية.
يوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية، قال في تصريح للصحفيين في موسكو إن "الاتصال بخامنئي مهم للغاية، فقد نشأ بينهما حوار يقوم على الثقة حول أهم القضايا الثنائية والدولية"، وأضاف: "مواقفنا متقاربة أو متطابقة في معظم القضايا".
تتزامن زيارة بوتين لإيران أيضاً مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسيجتمع الزعيمان في طهران.
الاتجاه نحو الشرق
يعتبر بوتين محاولة الغرب شل الاقتصاد الروسي بأكثر العقوبات صرامة في التاريخ الحديث إعلان حرب اقتصادية، ويقول إن روسيا بدأت تنصرف عن الغرب متحولة إلى الصين والهند وإيران.
قام بوتين البالغ من العمر 69 عاماً بعدد قليل من الرحلات الخارجية في السنوات الأخيرة بسبب جائحة كورونا، ثم الأزمة التي أثارها هجومه على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، وكانت آخر رحلة له خارج الاتحاد السوفييتي السابق إلى الصين في فبراير/شباط الماضي.
بتوجهه إلى إيران في أول رحلة خارجية كبيرة له منذ اندلاع حرب أوكرانيا، يبعث بوتين برسالة واضحة إلى الغرب مفادها أن روسيا ستسعى إلى بناء علاقات مع إيران، وهي خصم للولايات المتحدة منذ الثورة الإسلامية في 1979.
قبل الرحلة، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، إن روسيا وإيران تخضعان منذ فترة طويلة للعقوبات الغربية، مضيفاً أن "هذا هو ثمن السيادة".
بالنسبة لطهران، يعتبر بناء العلاقات مع روسيا وسيلة لتحقيق التوازن بين نفوذ الولايات المتحدة وتحالفاتها مع حكام عرب في الخليج وإسرائيل، وسيلتقي بوتين بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي انتخب العام الماضي.
من جانبه، قال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز، لم تذكر اسمه: "نحتاج إلى حليف قوي وموسكو قوة عظمى".
وبتشجيع من ارتفاع أسعار النفط، تراهن طهران على أنها قد تضغط بدعم من روسيا، على واشنطن لتقديم تنازلات من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
مع ذلك، أدى ميل روسيا نحو بكين إلى انخفاض كبير في صادرات النفط الإيراني إلى الصين، وهو مصدر دخل رئيسي لطهران منذ أن أعاد الرئيس دونالد ترامب فرض العقوبات في 2018.
أوكرانيا وسوريا
في سياق متصل، ستركز محادثات بوتين مع أردوغان على خطة لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية مجدداً، ومن المتوقع أن توقع كل من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة اتفاقاً في وقت لاحق هذا الأسبوع بهدف استئناف شحن الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود.
كذلك ستتناول المحادثات العملية التركية المحتملة في سوريا من أجل تمديد "مناطق آمنة" بعمق 30 كيلومتراً على طول الحدود، وهذه العملية تعارضها روسيا.
في هذا السياق، قال مسؤول تركي كبير طلب عدم كشف هويته في تصريح لرويترز إن "المحادثات مع بوتين ستركز على الحبوب وسوريا وأوكرانيا. المحادثات ستحاول معالجة الأمور المتعلقة بصادرات الحبوب".
أشار كذلك إلى أنه سيتم بحث عملية تركيا المزمعة، وكذلك تقارير تفيد بأن روسيا والأكراد يعملون معاً في بعض مناطق سوريا.