أظهرت مسودة وثيقة، الثلاثاء، 19 يوليو/تموز 2022 أن الاتحاد الأوروبي يستعد لوضع استثناءات في عقوباته على روسيا، بحيث يسمح بالإفراج عن أصول لبنوكها مرتبطة بتجارة الأغذية والأسمدة.
تأتي الخطوة وسط انتقادات من زعماء أفارقة بشأن الأثر السلبي للعقوبات على التجارة والتي قد تكون فاقمت النقص الناتج بالأساس عن غزو روسيا أوكرانيا وحصار موانئها على البحر الأسود.
تعديل عقوبات أوروبا على روسيا
بحسب شبكة يورونيوز الأوروبية، فإن "وثيقة أوروبية أظهرت أن الاتحاد الأوروبي سيعدل العقوبات التي يفرضها على روسيا الأربعاء، بحيث يسمح بفك تجميد بعض أموال البنوك الروسية والتي قد تكون مطلوبة لتخفيف الاختناقات في التجارة العالمية للمواد الغذائية والأسمدة".
في حين نقلت وسائل إعلام غربية عن دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، أن الدول الأعضاء "تريد أن توضح بجلاء أنه لا يوجد شيء في العقوبات يبطئ نقل الحبوب من روسيا أو أوكرانيا".
مقترح الاتحاد الأوروبي هو جزء من التحديث الأخير للعقوبات الأوروبية على روسيا والتي يتم التفاوض عليها من قبل الدول الأعضاء. ويتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء لدخوله حيز التنفيذ.
سيكون الاستثناء متاحاً للبنوك الروسية المدرجة بالفعل في القائمة السوداء لعقوبات الاتحاد الأوروبي عندما "تكون هذه الأموال أو الموارد الاقتصادية، وفقاً لمسودة الوثيقة، ضرورية لشراء أو استيراد أو نقل المنتجات الزراعية والغذائية، بما في ذلك القمح والأسمدة".
مفاوضات بخصوص الحبوب الأوكرانية
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه متحدث الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، إن موسكو تتوقع استئناف المفاوضات بشأن نقل الحبوب الأوكرانية العالقة عبر البحر الأسود.
جاء ذلك في تصريح لقناة "Perviy" التلفزيونية الحكومية الروسية حول أزمة إخراج الحبوب من الموانئ الأوكرانية، بسبب الحرب الدائرة في البلاد. وذكر بيسكوف أن اجتماعاً عقد في إسطنبول بين الوفود العسكرية لتركيا وروسيا وأوكرانيا ووفد من الأمم المتحدة لضمان نقل الحبوب من أوكرانيا.
قال: "نتوقع استئناف هذه المفاوضات في المستقبل القريب"، فيما شدد على أن روسيا مستعدة للمساهمة في حل أزمة الغذاء في العالم. وتابع: "سبب هذه الأزمة (الغذاء العالمية) ليس الوضع في أوكرانيا ولا الحبوب الأوكرانية، وهذا جزء صغير فقط (من الأزمة)".
كما أضاف أن بلاده مستعدة لاتخاذ أي مبادرة لضمان وصول الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.
اجتماع عسكري في إسطنبول
يأتي ذلك في حين استضافت مدينة إسطنبول اجتماعاً عسكرياً بمشاركة مسؤولين من تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، لمناقشة نقل الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية.
حيث أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن المجتمعين اتفقوا على إنشاء مركز تنسيق في ولاية إسطنبول يضم ممثلي الأطراف المعنية.
من ناحية أخرى، يعاني الكثير من بلدان العالم من أزمة حبوب، نتيجة عدم تمكن سفن الشحن من مغادرة الموانئ الأوكرانية، بسبب الحرب المندلعة منذ 24 فبراير/شباط 2022.
حل أزمة صادرات الحبوب
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية، الثلاثاء، إنها تدعم حل أزمة صادرات الحبوب العالقة في موانئ البلاد تحت رعاية الأمم المتحدة.
أفاد أوليغ نيكولينكو، متحدث الوزارة في تصريحات لوكالة "أوكرين فورم" المحلية، أن بلاده تدعم حل قضية رفع الحظر عن الحبوب الأوكرانية تحت رعاية الأمم المتحدة. وأضاف: "نشعر بالامتنان للأمين العام (للأمم المتحدة) أنطونيو غوتيريش على جهوده الحثيثة لإيجاد حل يضمن أمن المناطق الجنوبية لبلدنا".
في وقت سابق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه "يعمل بجد" لإنشاء ممرات آمنة لنقل الحبوب عبر البحر الأسود. وقال غوتيريش: "نحن نعمل بجد بالفعل.. لكن لا يزال هناك طريق لنقطعه.. كثير من الأطراف تتحدث عن ذلك، ونحن نحاول القيام بذلك".
جدير بالذكر أن الجيش الروسي أطلق هجوماً على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط 2022 تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو.
فيما تشترط روسيا لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.