اقتراب موعد العقوبات يستنفر مالكي السفن بالاتحاد الأوروبي.. “وول ستريت”: يُسارعون لنقل النفط الروسي

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/18 الساعة 12:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/18 الساعة 12:21 بتوقيت غرينتش
سفن لا تزال تنقل النفط الروسي رغم العقوبات - رويترز

يشحن مالكو الناقلات في أوروبا أكبر قدر ممكن من الخام الروسي، قبل أن تدخل عقوبات الطاقة المفروضة على موسكو حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك في وقت تنظر فيه كييف إلى شراء مصادر الطاقة من روسيا على أنه يساعدها في مواصلة الحرب على أوكرانيا. 

صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، قالت الأحد 17 يوليو/تموز 2022، إنه منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تعهدت الدول الغربية بالإحجام عن النفط الخام من موسكو.

أثارت العقوبات الوشيكة مخاوف بين شركات المعالجة ومالكي السفن الأوروبية من إدراجها في القائمة السوداء للتعامل مع الوقود.

نقلت الصحيفة عن سماسرة قولهم إن مالكي الناقلات اليونانية، الذين يسيطرون على ما يقرب من ثلث الأسطول العالمي، نقلوا نحو نصف كميات الخام الروسي في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2022. 

من جانبها، تُقدِر شركة Lloyd's List Intelligence البريطانية أنه خلال هذين الشهرين، رَسَت السفن التي تديرها اليونان مؤقتاً 151 مرة في الموانئ الروسية في البحر الأسود وبحر البلطيق، مقارنةً بـ89 عملية رسو مؤقت في الفترة نفسها قبل عام.

كذلك تبحر الناقلات اليونانية حتى سيبيريا، وهي منطقة حفظ تقليدية لمالكي السفن الصينيين والروس. 

يأتي هذا بينما ستدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، والتي تدعو إلى حظر شحنات النفط الروسية إلى أوروبا.

لن تحظر العقوبات الشحنات خارج القارة بواسطة مشغلي الناقلات، لكن لن تتمكن السفن من الحصول على تغطية تأمينية؛ مما يجعل أي إبحار غير قانوني بموجب القانون البحري الدولي.

يقول مسؤولو الاتحاد الأوروبي: "يهدف الطريق الطويل قبل حظر الشحن إلى منح الحكومات وقتاً كافياً للتحول إلى مصادر الطاقة البديلة خارج روسيا".

يُشير سماسرة الشحن البحري إلى أن ارتفاع الطلب على النفط بعد الحرب الروسية، رفع أسعار الشحن لناقلات أفراماكس متوسطة الحجم إلى حوالي 40 ألف دولار في اليوم، مقارنة بـ10 آلاف دولار في يناير/كانون الثاني 2022.

من جانبهم، يقول مالكو الناقلات الأوروبيون الكبار إنَّ العقوبات قد تدفعهم إلى تعليق الإبحار مؤقتاً لنحو ثلث أسطولهم، لكنهم يقولون إنَّ الطلب العالمي القوي على النفط سيجعل تلك السفن تتحرك مرة أخرى.

الصحيفة الأمريكية نقلت أيضاً عن الرئيس التنفيذي لشركة شحن يونانية، طلب عدم نشر اسمه، قوله: "لا أحد يستطيع أن يقول ما سيحدث لسوق الناقلات بمجرد بدء العقوبات، لكن في النهاية، قد يكون الناتج الصافي إيجابياً؛ لأنَّ الطلب على النفط لا يزال مرتفعاً، ومن المرجح نشر السفن لجلب النفط من وجهات أخرى مثل الولايات المتحدة والشرق الأوسط. وستسافر لمسافات أطول مما يعني أنها ستكسب المزيد من المال".

تبقى هنالك طريقة أخرى تستخدمها الناقلات الأوروبية لنقل الخام الروسي؛ وهي النقل من سفينة إلى أخرى، وهي ممارسة شائعة تُستخدَم عندما تكون مساحة الإرساء محدودة لتحميل البضائع في الموانئ، لكن تُستخدَم هذه الممارسة أيضاً في العمليات مع السفن التي تغلق أجهزة الإرسال والاستقبال لإخفاء موقعها ووجهة الشحن.

في هذا الصدد، كشف وسطاء ومحللون وبيانات تتبع السفن عن إجراء العشرات من عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في الأشهر الأخيرة قبالة ميناء كالاماتا في جنوب اليونان. 

تقول ماري بيتس، مديرة تحليل البضائع في Lloyd's List Intelligence: "هناك عمليات نقل من سفينة لأخرى مظلمة، ومحاولات إخفاء مُراوِغَة جداً لأصل البضائع".

يُذكر أن الجيش الروسي أطلق هجوماً على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط 2022، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، وتشترط روسيا لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.

تحميل المزيد