موجة الحر تصل من أوروبا.. المغرب “يكافح” لإخماد حرائق الغابات والجزائر تعلن حالة “التأهب القصوى”

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/17 الساعة 21:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/17 الساعة 21:27 بتوقيت غرينتش
حرائق المغرب/Getty Images

قالت السلطات المغربية، الأحد 18 يوليو/تموز 2022، إنها تمكنت من إخماد بعض حرائق الغابات شمالي البلاد، التي استمر اندلاعها خمسة أيام، فيما أعلنت الجزائر حالة "تأهب قصوى" ضد حرائق محتملة، إثر سلسلة حرائق اندلعت وامتدت من دول البرتغال وإسبانيا وفرنسا. 

وقال بيان للوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب إن هذه الحرائق تتزامن مع "الجفاف الاستثنائي وموجة الحرارة التي تشهدها المملكة، حيث تشهد العديد من غابات شمال المملكة اندلاع حرائق كثيفة".

أضافت الوكالة أنه "لليوم الخامس على التوالي، تواصل مختلف فرق مكافحة حرائق الغابات التابعة لعدة قطاعات ومؤسسات، وفق استراتيجية مضبوطة، ضمان فاعلية التدخل الجوي والبري، رغم ارتفاع درجات الحرارة ووعورة التضاريس، وهبوب الرياح".

فيما أعلن البيان عن تضرر 6600 هكتار حتى اليوم من هذه الحرائق.

أضاف البيان أنه تمت تعبئة 2000 فرد من السلطات ورجال الإطفاء والمياه والغابات والجيش، بالإضافة إلى خمس طائرات من نوع كنادير وثماني طائرات من نوع توربو تراش، مع الاستعانة "لأول مرة بطائرات مسيرة تابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات".

ويشهد المغرب خاصة في جنوب ووسط البلاد، موجة حارة استثنائية، حيث تراوحت درجات الحرارة بين 45 و50 درجة.

الجزائر تعلن حالة التأهب 

فيما أعلنت الجزائر، الأحد، حالة تأهب قصوى ضد حرائق الغابات المحتملة، وذلك تزامناً مع سلسلة حرائق اندلعت بدول مجاورة مثل المغرب والبرتغال وإسبانيا وفرنسا.

وقالت وزارة الفلاحة الجزائرية في بيان، إنه "نظراً للظروف المناخية المتسمة بارتفاع درجة الحرارة، مما قد يسهل من اندلاع حرائق الغابات، نعلن عن حالة تأهب قصوى".

أفادت الوزارة، بـ"تفعيل المخطط الوطني للوقاية ومكافحة الحرائق.. يتعين على كافة المسؤولين والجهات المعنية التأهب لتجنب أو مواجهة أي طارئ على مدار 24 ساعة، كما تمت تعبئة الوسائل المادية والبشرية لذلك".

وفي يونيو/حزيران 2022، لقي 4 جزائريين حتفهم في حرائق نشبت بولايتي سطيف وسكيكدة (شرق)، إلى جانب إتلاف مساحات غابية كبيرة.

حرائق مدمرة في أوروبا 

يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل موجة الحر الخانقة في عدد من دول جنوب غرب أوروبا، حيث شهدت المنطقة ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة ونشوب حرائق غابات مدمرة أجبرت آلاف السكان على إخلاء منازلهم. 

من البرتغال إلى اليونان، تسارع عناصر الإطفاء الزمن للسيطرة على الحرائق التي اشتعلت في الغابات؛ خشية انتقالها إلى المناطق المأهولة بالسكان. وتعد موجة الحر هذه هي الثانية خلال شهر في أوروبا، إذ اعتبر تزايدها نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري وفق العلماء، كما تزيد انبعاثات الغازات الدفيئة من شدتها ومدتها وتواترها.

كما واصلت العديد من دول أوروبا الغربية مكافحة حرائق الغابات المدمرة، الأحد، نتيجة موجة حر من المتوقع أن تستمر إلى ما بعد عطلة نهاية الأسبوع، وقد تحطم العديد من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وفق التوقعات.

وهذه ثاني موجة حر تشهدها أوروبا في شهر. ويعد تكاثر هذه الظواهر نتيجة مباشرة للاحترار المناخي، وفقاً للعلماء، مع ازدياد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، من حيث شدتها ومدتها وتكرارها.

في جنوب غرب فرنسا، لم تضعف تعبئة رجال الإطفاء للتصدي للحرائق، خصوصاً في جيروند؛ حيث غطى الدخان حوالي 11 ألف هكتار من الغابات منذ الثلاثاء في سياق موجة حر، مع توقع بلوغ مستويات 40 درجة مئوية الأحد، وفقاً للأرصاد الجوية الفرنسية التي وضعت الأحد، 15 منطقة في غرب البلاد في أعلى درجة تأهب.

وحذرت المؤسسة العامة للأرصاد الجوية من أن "الحرارة تتزايد، بينما تنتشر موجة الحر في مختلف أنحاء البلاد".

كما توقعت الأرصاد الجوية الفرنسية أن يكون الإثنين "الأكثر حرّاً في غرب البلاد"، مشيرة إلى أن درجات الحرارة قد تصل إلى أربعين درجة في مناطق عدة بينها بريتاني ونورماندي باس وأكيتان وغرب أوكسيتاني.

في إسبانيا، لا يزال 20 حريقاً مستعراً في الغابات، وخارج نطاق السيطرة في أجزاء مختلفة من البلاد، من الجنوب إلى أقصى الشمال الغربي في غاليسيا، حيث دمرت الحرائق حوالي 4400 هكتار من الأراضي هذا الأسبوع، بحسب السلطات.

وسُمح لـ300 شخص من أصل ثلاثة آلاف بالعودة إلى منازلهم الأحد، بعدما تم إجلاؤهم بشكل وقائي بالقرب من ملقة في أقصى الجنوب.

توقعت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية درجات حرارة "مرتفعة بشكل ملحوظ" في معظم أنحاء البر الرئيسي للبلاد وجزر البليار في البحر المتوسط الأحد، على أن تصل درجة الحرارة إلى 42 درجة في مدينة لوغرونو الشمالية، و40 درجة في مدريد وإشبيلية، في الجنوب.

في المقابل، شهدت البرتغال هدوءاً صباح الأحد على جبهة مواجهة النيران. وللمرة الأولى منذ الثامن من يوليو/تموز لم تتجاوز درجات الحرارة في البرتغال 40 درجة مئوية.

وظلت بؤرة واحدة نشطة بالقرب من بلدة تشافيس في أقصى شمالي البلاد، فيما تمت "السيطرة عملياً" على أكثر من 90% من محيطها، وفقاً للحماية المدنية البرتغالية.

مع ذلك، عدّت جميع الأراضي البرتغالية تقريباً معرضة للحرائق الأحد، بناء على مخاطر "قصوى" أو "عالية جداً" أو "عالية"، ولا سيما المناطق الداخلية الوسطى والشمالية.

وأشار آخر تقرير صادر عن الحماية المدنية البرتغالية إلى أن حرائق الأسبوع الماضي خلّفت قتيلين ونحو ستين جريحاً. ووفقاً لآخر التقديرات، أتت الحرائق على ما بين 12000 و15000 هكتار من الغابات.

في شمال أوروبا، في المملكة المتحدة، أصدرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية أول تنبيه "أحمر" من الحرارة الشديدة، محذرة من "خطر على الحياة". وقال مكتب الأرصاد الجوية إن درجات الحرارة في جنوب إنجلترا قد تصل إلى 40 درجة للمرة الأولى، الإثنين أو الثلاثاء.

في هولندا، أعلن المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة، الأحد، عن خطة وطنية لمكافحة الحر، وأصدر تحذيراً من ضباب دخاني في كل أنحاء البلاد اعتباراً من الإثنين، وتوقع ارتفاعاً في درجات الحرارة في الأيام المقبلة وصولاً إلى 35 درجة مئوية الإثنين، في جنوب البلاد، و38 درجة مئوية الثلاثاء، في أنحاء معينة.

تحميل المزيد