قال موقع Intelligence Online الفرنسي، الإثنين 18 يوليو/تموز 2022، إن العمل يجري على توقيع اتفاق بين صندوق الثروة السيادية لأبوظبي "مبادلة"، وصندوق "أرديان" (Ardian) للاستثمارات الخاصة بفرنسا، على هامش زيارة محمد بن زايد آل نهيان إلى باريس يوميّ 18 و19 يوليو/تموز.
حسب الموقع، فإن صندوق أرديان الذي يملك تحت إدارته أصولاً بـ150 مليار دولار، يفاوض على شراء إحدى محافظ الطاقة المتجددة لدى "مبادلة" لإطلاق صندوق استثمار ثانوي.
ويُعَد صندوق "مبادلة" الإماراتي، برئاسة خلدون المبارك، بالفعل في القلب من صفقة بقيمة 5.7 مليار يورو (5.78 مليار دولار) بين شركتيّ ST Microelectronics وشركة GlobalFoundries لبناء مصنع لتصنيع رقائق أشباه مُوصِّلات 300 ملم في إقليم إزار الفرنسي.
وكان الموقع في منطقة كرول الفرنسية، التي تُعَد استراتيجية بالنسبة لقطاع أشباه الموصلات، موضوعاً لزيارة رفيعة المستوى أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 12 يوليو/تموز، بعد يوم من قمة "اختر فرنسا" (Choose France) الاستثمارية في منطقة فرساي.
صندوق "مبادلة" الموجود في كل مكان
وُصِفَت شركة GlobalFoundries في ملف صحفي قُدِّم بمناسبة الزيارة الرئاسية بأنَّها شركة في كاليفورنيا. ويقع مقر شركتها الأم في جزر كايمان، ولها مقر في ولاية ديلاوير ومركز عمليات في ولاية نيويورك بالولايات المتحدة.
وتملك حكومة أبوظبي من خلال شركتين تابعتين لصندوق "مبادلة" الإماراتي حصة 88.3% من الشركة. ولدى الشركة ما يقارب 15 ألف موظف –لكن ليست لها عمليات في أبوظبي- وهي أحد الأصول الاستراتيجية لأبوظبي في ظل أزمة غير مسبوقة في سلاسل توريد أشباه الموصلات عالمياً.
ووفقاً لمعلومات الموقع الفرنسي، فقد رفض المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية في أبوظبي في يوليو/تموز 2021 بالإجماع عرضاً بقيمة 30 مليار دولار من شركة Intel Corp الأمريكية المنافسة للاستحواذ على شركة GlobalFoundries.
كان محمد بن زايد يقود المجلس الأعلى، إلى جانب دائرة مُقرَّبة من 9 أعضاء بينهم خلودن المبارك، وطحنون بن زايد آل نهيان، وخالد بن محمد بن زايد، منذ إنشائه بمرسوم من جانب الرئيس الراحل في ديسمبر/كانون الأول 2020.
التواصل مع ماكرون
وبدلاً من بيع الشركة المُصنِّعة لأشباه الموصلات –التي أنتجت العام الماضي 2.4 مليون رقاقة في مصانعها في الولايات المتحدة وسنغافورة ومدينة دريسدن الألمانية- قرر رئيسها التنفيذي، توماس كولفيلد، و"مبادلة" إدراج جزء من رأس مالها في بورصة نيويورك في أكتوبر/تشرين الأول 2021. وجمعت الشركة 2.6 مليار دولار، ما يضع قيمة الشركة عند نحو 25 مليار دولار تقريباً.
ويأمل ممثلو "مبادلة" في مجلس إدارة GlobalFoundries –أحمد سعيد الكليلي وأحمد يحيى الإدريسي وكارلوس عبيد- الاستفادة من الأزمة في القطاع من أجل فتح مواقع إنتاج جديدة.
وقد وجَّهتهم أبوظبي بإعادة توجيه استراتيجيتهم نحو فرنسا، على حساب ألمانيا على وجه الخصوص. ووفقاً للموقع الفرنسي، تعمل شركة Alan Allman Associates الاستشارية على هذه الاستراتيجية خلف الكواليس.
وكانت الشركة قد تأسست عام 2009 على يد جان ماري ثوال، مدير العمليات السابق في شركة Altran، التي أصبحت شركة Capgemini Engineering في عام 2021.
ويعتزم صندوق "مبادلة" الإماراتي فتحَ مكتب في باريس، يتولى الاستثمارات التي يقررها محمد بن زايد في فرنسا، وهو الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع الرئيس الفرنسي.
وجعل ماكرون الترويج لجاذبية فرنسا الاستثمارية للإمارات أحد أهدافه الرئيسية في الشرق الأوسط، ويأمل في جلب استثمارات إماراتية كبيرة إلى الاقتصاد الفرنسي.
ويتواصل الرئيس بشكل متكرر مع الصناديق السيادية لشبه الجزيرة العربية على أمل تنويع أدوات الاستثمار في فرنسا بعد صندوق Lac d'Argent الذي أنشأه بنك الاستثمارات العامة الفرنسي (Bpifrance)، والذي شهد استثمار مليار دولار من جانب "مبادلة" في 2020.