رويترز: بايدن يسعى لإقناع حلفائه الخليجيين بدمج إسرائيل في محور جديد تجمعه المخاوف المشتركة من إيران

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/16 الساعة 10:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/16 الساعة 10:35 بتوقيت غرينتش
بايدن وفريقه في قمة جدة/ رويترز

قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيناقش القدرات الدفاعية والصاروخية في الشرق الأوسط، السبت 16 يوليو/تموز 2022، عندما يجتمع مع زعماء عرب في السعودية، سعياً لإقناع حلفاء واشنطن الخليجيين بدمج إسرائيل في المنطقة، ضمن محور جديد تجمعه مخاوف مشتركة بشأن إيران.

المسؤول الذي نقلت عنه وكالة رويترز -ولم تذكر اسمه- قال: "نعتقد أن هناك قيمة كبيرة في حشد أكبر قدر ممكن من القدرات في هذه المنطقة، وبالتأكيد إسرائيل تمتلك قدرات دفاعية جوية وصاروخية كبيرة، بما يتماشى مع احتياجاتها، لكننا نجري هذه المناقشات على المستوى الثنائي مع هذه الدول".

يأتي هذا بينما يركز بايدن، في المحطة الثانية من أول رحلة له في الشرق الأوسط كرئيس، على القمة المزمع عقدها اليوم السبت مع ست دول خليجية ومصر والأردن والعراق.

كان بايدن قد وعد بجعل المملكة العربية السعودية "منبوذة" على الصعيد العالمي، بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 على يد فريق من ضباط مخابرات سعوديين في قنصلية بلده بإسطنبول، لكنه قرر في النهاية أن المصالح الأمريكية تفرض إعادة تقويم وليس قطيعة في العلاقات مع المملكة، التي تُعد أكبر مُصدّر للنفط في العالم.

أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه أثار قضية مقتل خاشقجي في اجتماعه مع ولي العهد السعودي، أمس الجمعة، وقال إن الصمت بشأن حقوق الإنسان هو "شيء يتعارض مع طبيعتنا ومع طبيعتي".

من جانبها، نقلت قناة "العربية" عن مسؤول سعودي قوله إن ولي العهد أبلغ بايدن بأنه "إذا تعاملت الولايات المتحدة فقط مع الدول التي تشترك معها في القيم، بنسبة مئة في المئة، فلن تجد سوى دول حلف شمال الأطلسي تعمل معها".

ويحتاج بايدن إلى مساعدة السعودية في وقت ترتفع فيه أسعار النفط الخام، ويشهد مشاكل أخرى تتعلق بالصراع الروسي الأوكراني، كما أنه يشجع الجهود المبذولة لإنهاء حرب اليمن‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬بعد التوصل إلى هدنة مؤقتة، وتريد واشنطن أيضاً كبح نفوذ إيران في المنطقة، ونفوذ الصين العالمي.

المسؤول في الإدارة الأمريكية قال إن الولايات المتحدة تأمل أن ترى زيادة في إنتاج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في الأسابيع المقبلة، ومن المتوقع أن يضغط بايدن على الدول المنتجة الأخرى في الخليج لضخ مزيد من النفط، فيما سيجتمع تكتل أوبك+، الذي يضم روسيا، في الثالث من أغسطس/آب المقبل. 

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الجمعة 15 يوليو/تموز 2022، إن الرئيس الأمريكي سيجري محادثات ثنائية مع زعماء مصر والإمارات والعراق، قبل المشاركة في القمة الأوسع، حيث "سيحدد بوضوح" رؤيته واستراتيجيته لانخراط أمريكا في الشرق الأوسط.

أضاف سوليفان "إنه (بايدن) عازم على ضمان عدم وجود فراغ في الشرق الأوسط تملأه الصين وروسيا".

المخاوف بشأن إيران

كانت الرياض وأبوظبي قد أصيبتا بالإحباط بسبب الشروط الأمريكية بشأن مبيعات الأسلحة، واستبعادهما من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي يرون أنه معيب، لعدم معالجة المخاوف الإقليمية بشأن برنامج طهران الصاروخي وتصرفاتها.

عبد العزيز صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث في الرياض، قال إن "أهم مطلب من القيادة السعودية وقادة الخليج الآخرين -والعرب بشكل عام- هو وضوح السياسة الأمريكية وتوجهها نحو المنطقة".

شجعت إسرائيل -التي تشارك دولاً خليجية المخاوف بشأن إيران- رحلة بايدن إلى المملكة على أمل أن تعزز الدفء بين الرياض وإسرائيل، ضمن تقارب عربي أوسع بعد أن أقامت الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل في اتفاقيات توسطت فيها الولايات المتحدة وباركتها الرياض.

وكالة رويترز نقلت عن مصادر أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان أيضاً إلى إرساء الأساس لتحالف أمني مع الدول العربية، يربط أنظمة الدفاع الجوي لمكافحة هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية في الشرق الأوسط.

أشارت الوكالة إلى أنه سيكون من الصعب الترويج لمثل هذه الخطة للدول العربية التي ليس لها علاقات مع إسرائيل، وترفض أن تكون جزءاً من تحالف يُنظر إليه على أنه ضد إيران، التي أسست شبكة قوية من الوكلاء في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك العراق ولبنان واليمن.

في هذا السياق، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، أمس الجمعة، إن فكرة وجود تحالف في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي صعبة، وإن التعاون الثنائي أسرع وأكثر فاعلية.

أضاف أن الإمارات لن تدعم نهج المواجهة، وقال: "نحن منفتحون على التعاون، لكن ليس التعاون الذي يستهدف أي دولة أخرى في المنطقة، وأذكر على وجه الخصوص إيران".

من ناحية ثانية، قال مسؤول كبير آخر في الإدارة الأمريكية لوكالة رويترز، إن بايدن سيعلن تخصيص الولايات المتحدة مليار دولار في صورة مساعدات جديدة على المدى القريب والمدى البعيد، للأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التزام دول الخليج أيضاً بتقديم ثلاثة مليارات دولار على مدار العامين المقبلين في مشروعات تتماشى مع شراكات الولايات المتحدة في البنية التحتية العالمية والاستثمار.

تحميل المزيد