تشكّل الطريقة التي سيقابل بها الرئيس الأمريكي جو بادين، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، معضلة حقيقية لبايدن وإدارته، فمصافحته لولي العهد والتقاط الصور معه التي قد تعكس الود بينهما، سيضعانه في موقف محرج، بسبب تعهده في وقت سابق بتحويل السعودية إلى "منبوذة" بسبب مقتل جمال خاشقجي.
البيت الأبيض يحاول إنقاذ الموقف
بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فقد حاول مساعدو بايدن أن يمهدوا الطريق له، كي يتمكن من تجنّب مصافحة ولي العهد السعودي، فاقترحوا أن يكون هناك بروتوكول خاص عند لقاء المسؤولين والأشخاص خلال الرحلة، بسبب وباء كورونا، ويتمثل هذا البروتوكول بمنع بايدن من المصافحة أثناء رحلته للمنطقة التي تستمر 4 أيام؛ مما يجنبه من التقاط صورة لا يرغبها مع ولي العهد السعودي.
وبالفعل، ما إن نزل الرئيس الأمريكي من الطائرة، حتى بدأ بايدن بتطبيق ما وضعه مساعدوه له، فقد فاجأ الرئيس بايدن كل ما كان بانتظاره بتجنبه المصافحة، واستبدلها بـ"الملامسة عبر قبضة اليد".
وقد بدا واضحاً في إحدى لقطات الفيديو، كيف حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت مد يده لمصافحة بايدن، إلا أن الأخير قام بضم يده، واكتفى بالملامسة عبر القبضة.
بايدن يكسر البروتوكول
لكن بعد دقائق فقط من هذا المشهد، من الواضح أن بايدن نسي البروتوكول، أو أنه غيَّر من قراره بشأن الالتزام بذلك.
فبعد انتهاء مراسم استقباله على السجادة الحمراء، ذهب لمقابلة مجموعة من البرلمانيين الإسرائيليين لالتقاط صورة جماعية، فقام بايدن بمد يده لمصافحة كل من رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، ثم رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو؛ حيث حصل سلام حار وقوي بشكل خاص بينهما، على الرغم من خلافاتهما السابقة.
واللافت بالأمر أيضاً، أن بايدن لم يرتد أي قناع خلال رحلته، وبالكاد قلّل من التلامس مع من قابلهم، ولف ذراعه على كتف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، كما لو كانا أصدقاء قدامى.
الأمر الآخر الذي يثير الشكوك حول حديث البيت الأبيض عن كورونا في هذا التوقيت والبروتوكول الخاص الذي وضعه لذلك، هو أن بايدن كان يصافح العديد من الأيدي خلال الأسبوع الماضي، أي قبل زيارته للمنطقة، ولم يكن لديه أي قيود بشأن كورونا، كما تحدث البيت الأبيض.
الموقف أصبح أكثر تعقيداً على بايدن
بعد التغيير الذي ظهر من بايدن، وعودته للمصافحة بشكل طبيعي، فإن القرار الأكثر إلحاحاً للرئيس هذا الأسبوع يمكن أن يتلخص في طريقة التحية التي سيختارها لمقابلة ولي العهد السعودي.
بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية فإن هذا القرار أصبح أكثر تعقيداً، وذلك بعد أن التقطت الكاميرات بايدن وهو يصافح المسؤولين الإسرائيليين، و"هذا الأمر سيجعل من الصعب على بايدن استخدام المصافحة بالقبضة مع الأمير محمد بن سلمان دون أن يتسبب الأمر في شعور الأمير بإساءة محتملة؛ حيث سيراقب العالم لغة الجسد بينهما".
وترى الوكالة الأمريكية أن رحلة بايدن للسعودية لن تستغرق أكثر من يوم واحد؛ لذلك فإن "فرص تحسين العلاقات مع المملكة ستكون محدودة".
يذكر أن بايدن كان قد دخل منصبه متعهّداً بتحويل المملكة العربية السعودية إلى "منبوذة" بسبب مقتل كاتب العمود والناقد الحكومي في "واشنطن بوست" جمال خاشقجي في 2018.
لكن هذا الموقف بدأ يتغير، واتخذ قراراً بتوطيد العلاقات مع المملكة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار البنزين، وهو ما زاد الضغوط الداخلية على بايدن وإدارته؛ ما دفع الإدارة الأمريكية لبذل قصارى جهدها لإعادة ضبط العلاقة مع الرياض بصورة تحفظ ماء وجه بايدن، ودون التقاط صورة فوتوغرافية يمكن أن تطارده في الانتخابات القادمة- بحسب وكالة بلومبيرغ.
حتى الآن، لا يوجد مؤتمر صحفي مشترك مُخطط له للرئيس بايدن في السعودية، وهو أمر قد يؤدي إلى تفادي أي صور يمكن أن تجعل الزعيمين يبدوان ودودين للغاية.