استعرض تقرير مفصل لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، الأربعاء 13 يوليو/تموز 2022، النتائج المتوقعة لجولة شرق أوسطية يجريها الرئيس الأمريكي جو بايدن حالياً، معتبرة أن الزيارة "مليئة بالفرص ولكنها تمثل أيضاً حقل ألغام للرئيس".
وقالت الصحيفة إن الشرق الأوسط الذي يزوره بايدن الأسبوع الجاري "ليس الشرق الأوسط الذي أراده"، بينما نقلت عن مسؤول أمريكي كبير -لم تسمه- قوله: "من الأفضل لنا أن نكون حاضرين، حتى لو كان ذلك مؤلماً".
وأوضح المسؤول أن هذا هو الثمن الذي على بايدن أن يدفعه؛ حيث ستظهر الزيارة التزام واشنطن بتطبيع العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية، و"إنهاء جمود" العلاقات مع السعودية، مؤكداً أن كلا الأمرين مطلوب لمواجهة إيران بشكل "أكثر فاعلية".
ويزور بايدن إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى جانب السعودية، في الفترة بين 13 و16 يوليو/تموز الجاري.
الشرق الأوسط ما بين بايدن وترامب
وفي السياق، أشارت "بوليتيكو" إلى أن بايدن تجاهل منطقة الشرق الأوسط طيلة 18 شهراً مضت، بخلاف سلفه دونالد ترامب الذي كان يستمتع بالتقرب من إسرائيل والسعودية لأغراض سياسية داخلية وتعزيز مواجهة إيران.
وأضافت أنه خلال الأشهر القليلة الماضية "تغير الوضع بشكل خفيف وغير دقيق"؛ حيث خلُص بايدن وفريقه إلى أنه يجب عليهم تكثيف حضور واشنطن في الشرق الأوسط حتى لا تملأ الصين وروسيا الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة.
كما أوضحت أن حضور الولايات المتحدة في المنطقة سيساعد في "عزل طهران، وتماسك وقف إطلاق النار في اليمن، وتسريع الحداثة في المجتمع السعودي، والحصول على علاقات أفضل بين المسؤولين في القدس والرياض"، وفق تعبيرها.
ووصفت الصحيفة احتياج الولايات المتحدة للسعودية بالأمر "المزعج"، خصوصاً في مسألة الحفاظ على إمدادات النفط بعد تضاؤل كميات النفط الروسي عقب تدخل موسكو عسكرياً في أوكرانيا.
"محاولة للتوسع لا للتعمق"
بدوره، يرى جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أن الزيارة "محاولة للتوسع وليس للتعمق" في العلاقات، رغم قلة "الإنجازات الملموسة" المتوقعة منها.
على صعيد "النتائج المتوقعة" من الزيارة، ذكرت الصحيفة أن بعض تلك النتائج "الإعلان عن دعم بقيمة 100 مليون دولار للمستشفيات الفلسطينية، واحتمالية عقد اتفاق مع السعودية يسمح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق مجالها الجوي".
كذلك توقعت الصحيفة أن تتم خلال الزيارة نقاشات حول إنشاء نظام "دفاع جوي متكامل" في الشرق الأوسط، يضم إسرائيل والدول المجاورة يمكنها من العمل في "انسجام تام" لإحباط الصواريخ الإيرانية.
وتعليقاً على هذه النقطة، قال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة (لم تسمه): "سواء كنت تريد استخدام كلمة تحالف أم لا فهذا شأنك، لكن هذه هي الفكرة".
وقالت الصحيفة إن التطور "الأبرز" في الزيارة هو حضور بايدن إلى إسرائيل والسعودية؛ حيث يريد أن يظهر للعالم أن كل الاهتمام الممنوح لأوكرانيا "لن يصرف انتباه إدارته عن تأمين المصالح الإقليمية مع حلفائها وشركائها".
بينما شددت الصحيفة على أن "الانخراط المستمر وليس التجاهل" سيساعد على تهدئة المنطقة المضطربة.
كثير من الخسائر قليل من المكاسب!
ويرى مسؤولون أمريكيون أن تحسن العلاقات بعد زيارة بايدن سيزيد من صعوبة حصول روسيا والصين على موطئ قدم في المنطقة، حسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك، ضغطا لإقناع بايدن بأن الزيارة "ضرورية"، مؤكدة أن الرئيس "وافق على إجراء الزيارة وهو يعلم جيداً أن لديه الكثير من الخسائر والقليل من المكاسب على المدى القصير".
ومن المقرر أن يصل الرئيس الأمريكي، مساء اليوم، في زيارة إلى الشرق الأوسط في الفترة بين 13 و16 يوليو/تموز الجاري، يستهلها بإسرائيل ثم الضفة الغربية قبل أن يقلع مباشرة من تل أبيب إلى السعودية.
كما سيحضر الرئيس الأمريكي بمدينة جدة السعودية في اليوم الأخير من زيارته قمة تضم قادة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن.