رئيس سريلانكا مُحاصر ببلاده! أوقفوا سفره بالمطار ومستشاروه يبحثون عن البديل ويكشفون عن دولة عربية قد يتوجه لها

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/12 الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/12 الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش
الرئيس السريلانكي، غوتابايا راجابكسا/Getty Images

يسعى الرئيس السريلانكي، غوتابايا راجابكسا، الذي تعهد بالاستقالة عقب احتجاجات شعبية غاضبة، إلى مغادرة البلاد بحراً، الثلاثاء 12 يوليو/تموز 2022، بعد مواجهة مهينة مع موظفي الهجرة الذين منعوه من المغادرة عبر مطار كولومبو، على ما أعلنت مصادر رسمية.

ويبحث مستشارو راجابكسا سبل فرار الرئيس ومرافقيه على متن قارب دورية، بحسب مصدر رفيع المستوى في قطاع الدفاع نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية، فيما لا يقوم مكتب الرئاسة بالإبلاغ عن وضعه، لكن راجابكسا، الذي لا يزال القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتمتع بإمكانية استخدام وسائط عسكرية.

محاولات فاشلة بالهروب 

واستخدم الرئيس بالفعل سفينة تابعة للبحرية لنقله، السبت، من القصر الرئاسي الذي يحاصره المحتجون إلى قاعدة كاتوناياكي، في شمال شرقي البلاد. وتوجه راجابكسا بعد ذلك إلى مطار كولومبو الدولي على متن مروحية، الإثنين.

فيما قال المسؤول في الدفاع: إن "الخيار الأفضل الآن هو الخروج عن طريق البحر"، مضيفاً: "يمكنه الذهاب إلى جزر المالديف أو الهند والتوجه منها جواً إلى دبي". وأشار إلى خيار آخر يتمثل في ركوب طائرة من مطار ماتالا الدولي.

وافتتح مطار ماتالا الدولي عام 2013، وغالبًا ما يعد بمثابة خيار مكلف ودون جدوى. لا يخدم المطار الرحلات الجوية الدولية المنتظمة، وقد وُصِف بأنه أقل المطارات الدولية استخداماً في العالم.

وفي وقت سابق من اليوم، رفض مسؤولو الهجرة دخول راجابكسا إلى صالة كبار الشخصيات لختم جواز سفره، عندما أراد رئيس الدولة تجنب المرافق العامة، حيث خشي رد فعل السكان.

وبما أنه لم يعلن استقالته بعد، تنفيذاً لتعهده، الأربعاء، من أجل "انتقال سلمي للسلطة"، فإن راجابكسا لا يزال يتمتع بالحصانة الرئاسية وينوي الاستفادة من ذلك للبحث عن منفى في الخارج.

أمضى الرئيس وزوجته الليلة الماضية في قاعدة عسكرية بالقرب من المطار الدولي بعد أن فاتته 4 رحلات جوية كان من الممكن أن تقلهما إلى الإمارات، كما فوت شقيقه الأصغر باسل، الذي استقال من منصب وزير المالية في أبريل/نيسان رحلة جوية متجهة إلى دبي، بعد مواجهة مماثلة مع الهجرة.

سريلانكا
المحتجون في سريلانكا أجبروا الرئيس ورئيس الوزراء على التنحي – Getty Images

مبالغ نقدية هائلة 

حاول باسل استخدام خدمة مدفوعة الأجر لحمل الحقائب مخصصة للمسافرين من رجال الأعمال، لكن موظفي المطار والهجرة أعلنوا إيقاف هذه الخدمة السريعة بأثر فوري.

قال مسؤول في المطار لوكالة فرانس برس: إن "بعض الركاب احتجوا على صعود باسل على متن طائرتهم"، موضحاً: "كان الوضع متوتراً، لذلك غادر المطار على عجل".

كان من المقرر أن يتقدم باسل الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضاً، بطلب للحصول على جواز سفر جديد بعد أن ترك جواز سفره في القصر الرئاسي عند فرار عائلة راجابكسا، السبت، إثر هجوم آلاف المحتجين، وفقاً لمصدر دبلوماسي.

وترك الرئيس السريلانكي في القصر حقيبة مليئة بالوثائق، و 17,85 مليون روبية (49 ألف يورو) نقدًا، تم تسليمها للمحكمة.

سريلانكا احتجاجات أزمة اقتصادية
احتاجات سريلانكا/Getty Images

وفي حال استقالة راجابكسا، سيتولى رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ منصب الرئيس بالوكالة تلقائياً، إلى حين انتخاب البرلمان نائباً يكمل الولاية التي تنتهي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

لكن ويكرمسينغ يواجه أيضاً تحدياً من قبل المتظاهرين الذين يخيمون أمام مكتب الرئاسة منذ أكثر من 3 أشهر للمطالبة باستقالة الرئيس بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تمر بها البلاد.

ويتهم راجابكسا بسوء إدارة الاقتصاد إلى حد أن العملات الأجنبية نفدت من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة في وضع صعب للغاية.

وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغة 51 مليار دولار في أبريل/نيسان، وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة، واستهلكت سريلانكا تقريباً إمداداتها الشحيحة أساساً من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية لتخفيف حركة السير وتوفير الوقود.