دافع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، السبت 9 يوليو/تموز 2022، عن قراره بزيارة السعودية، قائلاً إن حقوق الإنسان ستكون على جدول أعماله، مع تقديمه عرضاً أولياً لزيارة يهدف فيها إلى إعادة العلاقات مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، الذي سبق أن ندد به بايدن.
يأتي هذا بينما سيجري بايدن محادثات ثنائية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وفريق قيادته، بما في ذلك الأمير محمد، خلال زيارته إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
بايدن قال في تعليق نُشر في صحيفة "واشنطن بوست" في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، وحمل عنوان "لماذا سأذهب إلى السعودية"، قال إن هدفه هو إعادة توجيه العلاقات وليس قطعها، مع دولة تعد شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة منذ 80 عاماً.
أضاف بايدن "أعرف أن هناك كثيرين يختلفون مع قراري بالسفر إلى السعودية، آرائي بشأن حقوق الإنسان واضحة ومعروفة منذ أمد بعيد، والحريات الأساسية دائماً على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج".
كانت العلاقات بين الرياض وواشنطن قد توترت عقب مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في قنصلية بلده بإسطنبول عام 2018، وأشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أنها تعتقد أن الأمير محمد بن سلمان "كان وراء قتل خاشقجي"، وهو ما نفته الرياض مراراً.
هذه الزيارة تأتي بينما يحتاج بايدن إلى مساعدة السعودية الغنية بالنفط، في وقت ترتفع فيه أسعار البنزين، ومع تشجيعه جهود إنهاء الحرب في اليمن، بعد أن مدَّد السعوديون في الآونة الأخيرة وقفاً لإطلاق النار هناك، كما تريد الولايات المتحدة أيضاً كبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط ونفوذ الصين العالمي.
في هذا الصدد، قال بايدن إن السعودية ساعدت في الآونة الأخيرة في إعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بشكل كامل، وتعمل على استقرار أسواق النفط مع منتجي منظمة أوبك الآخرين.
أضاف بايدن في مقاله: "بصفتي رئيساً، من واجبي الحفاظ على بلدنا قوياً وآمناً"، متحدثاً في هذا الإطار عن الحاجة إلى "مواجهة" روسيا، وإلى "أن نكون في أفضل وضع ممكن" في مواجهة الصين، وضمان "مزيد من الاستقرار" في الشرق الأوسط.
كما برّر الرئيس الأمريكي موقفه هذا قائلاً إنّه "من أجل تحقيق هذه الأمور يجب أن تكون لدينا علاقة مباشرة مع الدول التي يُمكن أن تُسهم فيها. المملكة العربية السعودية واحدة من هذه الدول".
لفت بايدن إلى أنه عندما سيلتقي القادة السعوديين، يوم الجمعة 15 يوليو/تموز 2022، "سيكون هدفي تعزيز شراكة استراتيجية (…) تستند إلى مصالح ومسؤوليات متبادلة، مع التمسّك أيضاً بالقيم الأمريكية الأساسية".
الرئيس الأمريكي أشار في تعليقه أيضاً إلى أنه سيكون أول رئيس "يسافر من إسرائيل إلى جدة هذا الأسبوع"، وهو ما وصفه بأنه سيكون رمزاً صغيراً "للعلاقات الناشئة والخطوات نحو التطبيع" بين إسرائيل والعالم العربي، بحسب تعبيره.
وقال بايدن: "سأكون أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ 11 سبتمبر، دون مشاركة القوات الأمريكية في مهمة قتالية هناك، هدفي هو الحفاظ على هذا الوضع".
يُشار إلى أن بايدن سيزور في البداية تل أبيب خلال جولته الممتدة من 13 إلى 16 يوليو/تموز 2022.