عادت مواقد الأخشاب للظهور في معظم مناطق لبنان، حيث تزايدت أعداد من يتخلون عن مواقدهم العادية التي تعمل بالغاز من أجل بناء مواقد خارجية تعمل بالخشب وذلك بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
لم يقتصر هذا التوجه على القرى، بل أصبح ملحوظاً في عدد من الأحياء المزدحمة من أجل تحضير الطعام وتسخين المياه لأغراض النظافة والاستحمام ليعود لبنان مع هذا الإجراء عشرات السنوات الى الوراء، وذلك وفق ما قال موقع Al-Monitor الأمريكى يوم السبت 9 يوليو/تموز 2022.
اللبنانيون يلجأون إلى الطهو على الخشب
كما ارتفعت تكلفة الخشب الذي يباع في الأسواق، مما دفع الناس إلى قطع الأشجار في الغابات وبالقرب من منازلهم. ذكر خبراء الزراعة أن غابات لبنان في خطر وأن الوضع يخرج عن السيطرة مع استمرار اختفاء أشجار الأرز والبلوط والليمون والجوز تحسباً لفصل الشتاء المقبل.
تعيش أم رامي فرحات في قرية بعيدة في سهل البقاع، وهي أم لستة أطفال. ذكرت أم رامي لموقع Al-Monitor أنها استبدلت موقد الغاز بموقد يستخدم الأخشاب من أجل توفير النفقات.
حيث قالت أم رامي: "نستخدم موقد الأخشاب في طهي وتسخين الطعام وتسخين المياه للاستحمام، وفي غسل الملابس أيضاً يدوياً".
انخفاض مبيعات أنابيب الغاز
أصبح اللجوء إلى أسلوب المعيشة التقليدي أكثر شيوعاً في منطقة سهل البقاع الشمالية الفقيرة. قال كريم الدين، صاحب مستودع أسطوانات غاز في منطقة البقاع: "انخفضت مبيعات أسطوانات الغاز بمقدار 60% في المناطق التي أوزع إليها، مقارنة بنفس هذا التوقيت من العام الماضي".
حيث وصل سعر أسطوانة الغاز مؤخراً إلى 400.000 ليرة لبنانية، أي ما يعادل 13 دولاراً، في السوق السوداء، أي أكثر من نصف الحد الأدنى للأجر الشهري. من المفترض أن تدعم الحكومة أسعار أسطوانات الغاز وتحدد سعرها، لكنها أصبحت تُباع في السوق السوداء لأنها منتج مستورد يُدفع ثمنه بالعملة الصعبة.
يُذكر أن لبنان اكتشف مؤخراً كميات كبيرة من الغاز في حقول بحرية تُقدّر بما لا يقل عن 100 تريليون متر مكعب من الغاز، و865 مليون برميل من النفط. ومع ذلك، فقد أصبح الغاز والنفط بعيدي المنال عن سكان لبنان.
التضخم الأعلى في العالم
يعد تضخم أسعار المواد الغذائية في لبنان من بين أعلى معدلات التضخم في العالم، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمقدار 1.000% مع تناقص إمدادات الدقيق وزيت الطهي.
دفعت الأزمة الاقتصادية أكثر من ثلاثة أرباع سكان لبنان إلى الفقر، وخفضت قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار بأكثر من 90%.
في سياق ذي صلة، قد تكون مواقد الأخشاب أرخص، لكن يحذر خبراء الصحة من مخاطر هذا الأسلوب في الطهي. قالت مها كرم، أخصائية الأشعة التشخيصية في مستشفى جبل لبنان لموقع Al-Monitor إن أدخنة الأخشاب تضر بالجهاز التنفسي وتؤدي إلى عدم قدرة الجسم على إتمام عملية تبادل الهواء بسبب زيادة تركيز الملوثات والمواد السامة في الرئتين.
أضافت دكتورة مها أن العديد من المرضى ذكروا أيضاً أن أدخنة الأخشاب أثّرت على عيونهم.