استقرت جموع الحجاج على جبل عرفات، يوم الجمعة 8 يوليو/تموز 2022، لأداء الركن الأعظم من فريضة الحج، بعد عامين قيدت فيهما جائحة كوفيد 19 من عدد الحجاج إلى حد كبير.
وانشغل الكثير من الحجاج بالتلبية والاستغفار والدعاء، كما أبدوا سعادتهم الغامرة لتمكنهم من أداء الفريضة هذا العام بعد فرض قيود مشددة بسبب جائحة كورونا.
إذ قالت الحاجة المصرية فرحانة أمين: "لم أكن أحلم أن أكون هنا، الحمد لله ربنا منَّ علينا بالحج بعد سنوات سعيت فيها لأداء الفريضة".
ولم تغب الأوطان عن دعاء الحجاج وأمنياتهم، فقال الحاج التونسي عفيف الغانمي (58 عاماً): "شعوري اليوم شعور فياض.. شعور غريب، أطلب من ربي الاستقرار لكافة الدول ولبلدنا تونس، ونتمنى أن تنهض اقتصادياً واجتماعياً".
في السياق، ذكرت الحاجة الليبية سمية الفرجاني: "دعوت اليوم أول شيء لبلدي، ربي يصلح حال بلدي، وأن تعيش الدول العربية في أمان واستقرار".
وبمجرد وصولهم إلى عرفات، جلس الحجاج وصلى البعض وانهمرت دموع آخرين، واحتمى أغلبهم بمظلات من حرارة الشمس اللافحة التي بلغت 42 درجة.
وفي خطبة عرفات التي ألقيت من مسجد نمرة، دعا الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، إلى البعد عن "التنافر والبغضاء والفرقة".
وقال العيسى: إن "من قيم الإسلام البعد عن كل ما يؤدي إلى التنافر والبغضاء والفرقة، وأن يسود تعاملاتنا التواد والتراحم".
وتابع العيسى: "الوحدة والأخوة والتعاون تمثل السياج الآمن في حفظ كيان الأمة وتماسكها، وحسن التعامل مع الآخرين، وهو ما يشهد على أن الإسلام روح جامعة، يشمل بخيره الإنسانية جمعاء".
وبعد الخطبة أدى الحجيج، الذين توافدوا منذ الصباح على مسجد نمرة، صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداءً بالنبي محمد.
ويعد مسجد نمرة من أهم المعالم في مشعر عرفات، وبني في الموضع الذي خطب فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع؛ إذ تتجاوز مساحته 110 آلاف متر، ويستوعب نحو 400 ألف مصل، وله 6 مآذن يبلغ ارتفاع كل منها 60 متراً.
من جانبه، قال وكيل وزارة الصحة هاني جوخدار لوكالة الأنباء السعودية إن متابعة الأمراض الوبائية والمعدية يتم بنظام مراقبة دقيق لرصد انتشار هذه الأمراض، واستشراف أي إنذار صحي مبكر لأحداث تتطلب التدخل السريع والمساندة.
وحظرت السعودية الحجاج من الخارج خلال العامين الماضيين، وقيدت مشاركة الراغبين في الحج من الداخل بشروط خاصة للوقاية من فيروس كورونا.
وحج هذا العام الفئة العمرية الأقل من 65 عاماً، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية بلقاحات كوفيد 19 المعتمدة من وزارة الصحة السعودية.
بينما في السنوات السابقة كان نحو 3 ملايين حاج يغطون جبل الرحمة في وادي عرفات.
وبعد قضاء النهار في مخيمات مترامية الأطراف في صعيد عرفات، ينتقل الحجاج عند الغروب إلى مزدلفة لجمع الجمرات، ثم يتوجهون إلى منى لرميها غداً السبت، أول أيام عيد الأضحى.