حملة تجنيد بأوكرانيا تثير غضب الشباب.. بعضهم لا يريد القتال، وزيلينسكي: لا تتخذوا قرارات من دوني

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/07 الساعة 14:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/07 الساعة 14:58 بتوقيت غرينتش
وحدات من الجيش الروسي/ getty images

أعلن الجيش الأوكراني، الأسبوع الجاري، عن خطط لطرح نظام تصاريح يحظر على الرجال المؤهلين للتجنيد مغادرة المنطقة المسجّلين فيها؛ ما أثار انتقاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، حسبما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.

كان الهدف من هذه الخطوة، التي تستند إلى تشريع من عام 1992، تمكين القوات المسلحة للبلاد من تحديد المجندين المحتملين بسهولة أكبر، لكنها أثارت رد فعل فورياً عنيفاً.

وانتقد الرئيس فولوديمير زيلينسكي إعلان الحظر في خطابه التلفزيوني المسائي للأمة، الثلاثاء 5 يوليو/تموز، قائلاً إنَّ هيئة الأركان العامة يجب ألا تتخذ قرارات من دونه. 

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي/رويترز
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي/رويترز

بينما قدّم نائبان على الفور مشروع قانون من شأنه إلغاء مبادرة الجيش، التي وصفوها بأنها "عفا عليها الزمن".

"أنا لا أريد القتال"

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الجيش سيستحدث تصاريح الحركة للرجال، لكن هذا الإعلان يسلط الضوء على الموقف غير المستقر الذي يواجه الرجال الأوكرانيين الذين يمكن تجنيدهم للقتال في أية لحظة.

بدوره، قال رومان، وهو مطور برمجيات يبلغ من العمر 31 عاماً في العاصمة كييف: "أنا لا أريد القتال. أريد أن أواصل العمل. لكنني لا أريد أيضاً التفكير في الأمر بشكل سلبي؛ لأنَّ العديد من أصدقائي قد شملتهم تعبئة الجيش، وهذا ليس عدلاً بالنسبة لهم. وأحاول ألا أفكر أنَّ التعبئة تعني 100% أنني سأموت أو أُصاب أو أشهد قتالاً".

يُذكر أن أوكرانيا أعلنت الأحكام العرفية لأول مرة، وقالت السلطات إنَّ التجنيد الإجباري سيحدث في موجات، بدءاً من أولئك الذين لديهم خبرة عسكرية سابقة؛ ما يعكس احتياجات الجيش، بالتركيز على الأطباء أو الأشخاص ذوي الخلفية العلمية، على سبيل المثال. 

الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي/ رويترز
الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي/ رويترز

ويمكن حشد النساء أيضاً إذا كانت خبرتهن المهنية مطلوبة، لكن لا يمكن إجبارهن على الانضمام، ولا يُتوقَّع منهن القتال.

من جانب آخر، هناك من يقلق من إرساله إلى الخطوط الأمامية، حيث تدور رحى معركة مدفعية مروعة، ويقال إنَّ ما بين 100 و200 جندي أوكراني يموتون كل يوم.

وبالنسبة لبعض الرجال، فإنَّ احتمال التجنيد الإجباري، وعدم اليقين من عدم معرفة متى قد تأتي المكالمة، يلوح في الأفق بقوة.

اعتقالات وإخطار بالتجنيد

في الشهر الماضي، اعتقلت الشرطة مجموعة من الرجال في أحد المكان، وهو ملهى ليلي معروف في كييف، بزعم خرق حظر التجول، وأعطتهم إخطارات التجنيد من المكتب الإداري العسكري المحلي.

كان من بينهم ماكس يودين، فنان التركيبات والفني في ذلك المكان، وبافلو ديراتشوف، مالك الملهى الليلي. ووصف يودين كيف أقاموا حدثاً خلال النهار، وهو مسموح به ضمن قواعد حظر التجول. 

وبينما يزيلون المنصة، ذهب لفتح الباب الخلفي في الساعة 11 مساءً ليجد حشداً من ضباط الشرطة ينتظرون في الخارج.

مدينة لفيف الأوكرانية تعبيرية / رويترز
مدينة لفيف الأوكرانية تعبيرية / رويترز

وقال يودين: "حضر 5 ضباط شرطة لكل شخص. الشرطة شيطنت هذا النادي لفترة طويلة على الرغم من أننا كنا قاعدة للعمل التطوعي منذ بداية الحرب".

وقالت الشرطة إنها عثرت على 219 شخصاً في الملهى، وأعطتهم إخطارات بالتجنيد الإجباري، لكن يودين وديراتشوف قالا إنه لم يكن سوى 10 إلى 15 شخصاً هناك.

إشعارات التجنيد الإجباري

وقال ديراتشوف: "نوع إشعار التجنيد الذي قدموه لنا يشبه إلى حد ما البريد العشوائي. فهو مصمم لتشجيع الناس على الاشتراك في القتال، لكن لا يوجد نظام للمتابعة. لحسن الحظ، هناك العديد من هؤلاء الأشخاص الذين سيتفاعلون ويريدون القتال، وهذا شيء عظيم".

وتُسلِّم السلطات الأوكرانية نوعاً آخر من إشعارات التجنيد الإجباري إلى منزل الفرد، وفيه توضيح سبب احتياج الجيش إليه.

إلى جانب ذلك، أوضح أولكسندر شولغا، وهو أكاديمي سابق لعلم الاجتماع في أكاديمية العلوم الأوكرانية، الذي سجل للقتال في اليوم الأول من الحرب: "لسنا في مرحلة التعبئة الكاملة كما في الحرب العالمية الثانية".

مضيفاً: "هناك الكثير من الأشخاص المستعدين للتعبئة ويستعدون لها. لكن ما يقلقني هو أنه بعد الحرب سيكون هناك انقسام في المجتمع بين أولئك الذين شاركوا ومن لم يقاتلوا".

تحميل المزيد