قالت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 5 يوليو/تموز 2022، إن جنوداً في القوات الروسية يبدلون ولاءهم، وينضمون إلى "فيلق مؤلف من مقاتلين روس" يُقاتلون إلى جانب أوكرانيا، إذ يعلنون معارضتهم للرئيس فلاديمير بوتين.
في مقطع فيديو قصير ظهرت امرأة ملثمة وضعت يديها فوق بندقيتها الهجومية أثناء دعوتها جنود الكرملين لتبديل ولاءهم، والانضمام إلى وحدةٍ من مواطنين روس في الجيش الأوكراني.
قالت المرأة المجهولة في الفيديو الذي نُشِرَ على الإنترنت: "علينا أن نوقف الحرب معاً، ونجلب الحرية الحقيقية إلى روسيا. لا بد من الإطاحة بنظام بوتين. توقفوا عن التساهل مع الطغاة. وانضموا لفيلقنا". وأشارت إلى أنها المرأة الوحيدة في الفيلق عند انضمامها إليه.
أضافت المرأة أنها عبرت الحدود إلى أوكرانيا في مايو/أيار 2022 بعد مقتل زوجها، الرقيب في الجيش الروسي، بسبب رفضه قيادة رجاله "إلى الذبح"، وأوضحت أنه قُتِلَ برصاص قوات موالية لرمضان قديروف، الزعيم الشيشاني الموالي جداً لموسكو، وأردفت: "أنا هنا من أجل الانتقام".
تفيد الصحيفة البريطانية بأن فيلق "الحرية لروسيا" تشكّل داخل أوكرانيا في مارس/آذار 2022، ويُعتقد أنه "يضم بين صفوفه مئات المواطنين الروس والبيلاروسيين، وبينهم جنودٌ روس بدّلوا ولاءهم بالفعل".
تتضمن قائمة مقاتلي الفيلق أيضاً إيغور فولوبوف، الذي كان يعمل نائباً لرئيس مصرف Gazprombank الروسي حتى شن بوتين هجومه على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، بحسب The Times.
وُلِدَ فولوبوف (50 عاماً)، بأوكرانيا وعاش غالبية حياته في موسكو، وقال مؤخراً: "أتيت إلى هنا للدفاع عن وطني الأم".
يحافظ غالبية أعضاء الفيلق على سرية هوياتهم؛ خوفاً على سلامة أفراد عائلاتهم في روسيا. ويستخدم الفيلق العلم الأبيض والأزرق الذي يرفعه المحتجون الروس من مناهضي الحرب، ويتشابه هذا العلم مع علم روسيا الرسمي، لكنه لا يحمل الشريط أحمر اللون في العلم الرسمي؛ للتخلص من أي ارتباطٍ بـ"النظام الدموي" في موسكو كما يقولون.
وليست وحدة "الحرية لروسيا" هي المجموعة الوحيدة التي تسعى لتجنيد القوات من أجل المشاركة في ساحات المعارك بأوكرانيا، إذ يحصل السجناء الروس في سانت بطرسبرغ على عروض لإطلاق سراحهم والحصول على المال، إذا قرروا الانضمام إلى الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا، وذلك حسبما نقلت مجلة Newsweek الأمريكية، الثلاثاء 5 يوليو/تموز 2022.
أقارب السجناء الذين يقضون عقوبتهم في المدينة أخبروا المنصةَ الإعلاميةَ الاستقصائيةَ Important Stories بأن مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر تعرض دفع 200 ألف روبل روسي (نحو 3446 دولاراً)، والحصول على عفو من العقوبة مقابل التطوع لستة أشهر في الجيش بمنطقة دونباس، وذلك في حالة عودتهم أحياء.
بحسب صحيفة The Times فإن "40 سجيناً على الأقل قد قبلوا بالصفقة. بينما يُعتقد أن عدد الجنود الروس الذين قُتلوا منذ بدء الهجوم في فبراير/شباط يتراوح بين 15.000 و35.000 جندي".
كذلك تخطط مجموعة فاغنر بحسب التقارير لتمديد مهمات التجنيد الخاصة بها لتشمل السجناء في مناطق أخرى من روسيا.
يأتي هذا بينما تُشير تقديرات إلى أن روسيا نشرت في أوكرانيا ما يصل إلى 20.000 من المرتزقة القادمين من سوريا وليبيا، وبينهم مقاتلو فاغنر، واتّهم المسؤولون الأوكرانيون اثنين من مقاتلي فاغنر بقتل المدنيين قرب كييف.
يُذكر أن روسيا أطلقت هجوماً على أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.