يقدم معرضٌ افتراضيٌّ صوراً بعدسات الأطفال الصغار، هوية مسلمي الروهينغا في ميانمار، والذين يعيشون بأكبر مخيم للاجئين في العالم، بحسب ما نشرته شبكة NBC News الأمريكية الإثنين 4 يوليو/تموز 2022.
ويعيش نحو 900 ألف لاجئ من الروهينغا جنوب شرقي بنغلاديش بعد فرارهم من ميانمار المجاورة، حيث يتعرضون للاضطهاد من الحكومة منذ فترة طويلة، فيما لا يزال مستقبلهم غير مؤكد بعد سنوات من أكبر هجرة جماعية في عام 2017.
تقول وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنَّ أكثر من نصف اللاجئين من الروهينغا في البنغلاديش تقل أعمارهم عن 18 عاماً.
واتُّهمت قوات الأمن غب ميانمار بطرد الروهينغا خارج البلاد في حملة واسعة النطاق من القتل والاغتصاب الجماعي والحرق العمد، بينما ينفي الجيش مزاعم ارتكاب هذه الجرائم التي أعلنتها الإدارة الأمريكية إبادة جماعية في وقت سابق خلال عام 2022.
تفاصيل صغيرة من المعاناة
يقول المنظمون إنَّ المعرض الافتراضي، الذي انطلق في يونيو/حزيران 2022، يمنح شباب الروهينغا فرصة للتعبير عن أنفسهم حول مواضيع مثل الذاكرة، والفقدان، والحب والأمل.
وقال سهات زيا هيرو، مؤسس مجلة Rohingyatographer، وأحد القائمين على المعرض، في بيان صحفي: "نريد أن يرى العالم مجتمع اللاجئين الروهينغا بأعيننا، من خلال هذا المعرض. ونريد أن ينظر الناس إلينا على أننا بشر، تماماً مثل أي شخص آخر، وأن نشارك آمالنا وأحلامنا وحزننا وهمومنا مع الآخرين، والتواصل معهم".
يروي شايفول، البالغ من العمر 22 عاماً، أنه كان عائداً من الصيد في بحيرة قريبة عندما رأى القوات العسكرية تحيط بقريته في ولاية راخين بميانمار في 25 أغسطس/آب 2017. وأُحرِقَت منازل القرية، وكان خائفاً على والديه وإخوته.
ويقول شايفول: "أردت المساعدة، لكنني كنت خائفاً على حياتي. رآني جندي وأطلق النار على ظهري".
سقط شايفول على الأرض وظن الجنود أنه ميت. وقال إنه عندما فتح عينيه كان ينزف ولا يستطيع الحركة. وساعده الجيران على الفرار إلى بنغلاديش، حيث تلقى العلاج في المستشفى.
تابع: "كل ما أريده هو العدالة لنفسي ولأولئك الذين قُتِلوا في مجتمعي".
وقال أبصار، الذي يبلغ من العمر 6 سنوات: "أنا لا أذهب إلى المدرسة. آتي إلى هذه الأرض القاحلة كل يوم لجمع الزجاجات البلاستيكية".
وأوضح أنه يبيع الزجاجات لمتجر في السوق لإعالة والده المريض وشقيقتيه الصغيرتين. وأضاف: "لا يوجد أحد سواي لدعم إخوتي وتوفير علاج والدي".
كما شهدت المخيمات أيضاً حرائق مدمرة، من ضمنها حريق وقع في مارس/آذار 2021 أودى بحياة 15 شخصاً على الأقل وألحق أضراراً بنحو 10000 مأوى.
والتقط سهات زيا هيرو صورة لجارته زودة (40 سنة)، وهي تبكي بينما تشاهد ما تبقى من منزلها.
قال هيرو، الذي تدمر منزله في هذا الحريق أيضاً: "بسبب الدخان والحرارة، خشيت زودة النزول إلى أسفل التل؛ للبحث عن المكان حيث وقف منزلها من قبل. وبكت وصرخت بصوت عالٍ: لقد احترقت حياتنا!"، وأضاف: "كان الدخان كل ما تبقى من بيوتنا".
ويلتقط المعرض أيضاً لحظاتٍ أكثر بهجة مع أشخاص مثل سروار (33 عاماً)، الذي يقضي معظم وقته في ابتكار الألعاب.
قال سروار: "أشعر بالسعادة عندما أرى الأطفال يضحكون عندما يرونني أمشي على ركائز مصنوعة من الخيزران".
والتقطت شهيدة وين صوراً لصديقتها وجارتها نور فاطمة، البالغة من العمر 18 عاماً، والتي تتدرب على الخياطة.
قالت وين: "نور فاطمة تحب التصوير الفوتوغرافي أيضاً، لكن للأسف ليس لديها هاتف محمول لالتقاط الصور. وهي تستمتع دائماً عندما ألتقط صورتها في أوضاع وأساليب إبداعية مختلفة".
فيما تقول جماعات مناصرة إنَّ عشرات الآلاف من الأطفال وُلِدوا في المخيمات منذ 2017. ويُحرَمون من الجنسية في ميانمار ذات الأغلبية البوذية وشهادات الميلاد في بنغلاديش؛ مما يجعلهم فعلياً عديمي الجنسية.
من بين أقدم سكان المخيم محمد جليل، البالغ من العمر 102 سنة. وهذه هي المرة الثالثة التي يكون فيها لاجئاً في بنغلاديش، بعد أن فر أيضاً من الحملات العسكرية العنيفة ضد الروهينغا في عامي 1978 و1991. وفي المرتين أعيد هو وأسرته في النهاية.
وقال جليل: "عيناي تشتاقان لرؤية وطني مرة أخرى. أريد أن أموت في بلدي".