قال مسعفون إن ما لا يقل عن ثمانية محتجين قُتلوا بالرصاص في السودان الخميس 30 يونيو/حزيران 2022، في الوقت الذي خرجت فيه حشود كبيرة إلى الشوارع، رغم الوجود الأمني المكثف وانقطاع الاتصالات؛ للاحتجاج على القيادة العسكرية التي استولت على السلطة قبل ثمانية أشهر.
حيث ذكر شهود عيان أن قوات الأمن في وسط الخرطوم أطلقت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه؛ في محاولة لمنع الحشود الآخذة في الزيادة من السير نحو القصر الرئاسي.
فيما قدّروا عدد الحشود في الخرطوم ومدينتيها التوأمتين، أم درمان وبحري، بعشرات الألوف، وهي الأكبر منذ أشهر. وفي أم درمان، أفاد شهود عيان بوقوع حوادث إطلاق للغاز المسيل للدموع وإطلاق للنار، حيث منعت قوات الأمن المتظاهرين من العبور إلى الخرطوم.
تأتي الاحتجاجات في الذكرى الثالثة لمظاهرات ضخمة خرجت خلال انتفاضة 2019 التي أطاحت بالحكم الاستبدادي طويل الأمد لعمَر البشير وقادت إلى ترتيب لاقتسام السلطة بين المجموعات المدنية والجيش.
إذ أطاح الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالحكومة الانتقالية في أكتوبر/تشرين الأول، في انقلاب أثار احتجاجات حاشدة تدعو الجيش إلى الابتعاد عن السياسة.
حمل البعض لافتات تطالب بالقصاص لمن قُتلوا في الاحتجاجات السابقة، فيما هتف آخرون: "يا برهان ارجع ثكناتك يا برهان سلّم شركاتك!"، في إشارة إلى الأصول الاقتصادية للجيش السوداني.
في المساء، قال محتجون في بحري والخرطوم إنهم بدأوا اعتصاماً للاحتجاج على قتلى اليوم، وهم ضمن أكبر عدد يسقط في يوم واحد حتى الآن. ويوافق يوم 30 يونيو/حزيران أيضاً ذكرى تولي البشير السلطة في انقلاب عام 1989.
حيث قالت طالبة تبلغ من العمر 21 عاماً، في مظاهرة في بحري: "إما أن نصل القصر الجمهوري ونعزل البرهان أو لن نرجع إلى منازلنا".
هذه هي المرة الأولى منذ أشهر التي تقطع فيها السلطات خدمات الإنترنت والهاتف؛ لمواجهة الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر. وبعد سيطرة الجيش على السلطة كانت خدمة الإنترنت تُقطع لفترات طويلة؛ في محاولة فيما يبدو لتعطيل الحركة الاحتجاجية.
إذ قال عاملون بشركتين من القطاع الخاص تقدمان خدمة الإنترنت في السودان طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن السلطات أمرتهم بوقف الخدمة مرة أخرى، الخميس.
كما قطعت خدمات الهاتف وأغلقت قوات الأمن الجسور على نهر النيل بين الخرطوم وأم درمان وبحري، وهي خطوة أخرى تتخذ في أيام الاحتجاجات الحاشدة لتقويض حركة المتظاهرين.
في الأيام القليلة الماضية كانت هناك احتجاجات يومية في الأحياء استعداداً لمظاهرات الخميس. وقال مسعفون مؤيدون للحركة الاحتجاجية إن قوات الأمن قتلت الأربعاء 29 يونيو/حزيران، طفلاً بالرصاص في بحري خلال احتجاجات الأحياء اليومية.
بعد مقتل ثمانيةٍ الخميس، ستة منهم في أم درمان وواحد بالخرطوم وطفل آخر في بحري، يصل عدد القتلى بين صفوف المتظاهرين إلى 111 منذ الانقلاب.
قالت لجنة أطباء السودان المركزية إن هناك أعداداً كبيرة من الجرحى والمصابين مع حدوث محاولات من قوات الأمن لاقتحام المستشفيات التي يتلقون فيها العلاج. ولم يرد تعليق بعد من السلطات السودانية.
فيما دعا مبعوث الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، السلطات هذا الأسبوع إلى التزام تعهدها بحماية الحق في التجمع السلمي. وقال: "لا تسامح مع العنف تجاه المتظاهرين".
بينما قال قادة الجيش إنهم تدخلوا لحل الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول بسبب الجمود السياسي. لكن، نتيجة لذلك، توقف الدعم المالي الدولي المتفق عليه مع الحكومة الانتقالية وتفاقمت الأزمة الاقتصادية.
كما قال البرهان، الأربعاء، إن القوات المسلحة تتطلع إلى اليوم الذي يمكن أن تتسلم فيه حكومة منتخبة زمام إدارة البلاد، لكن هذا لا يمكن أن يتم إلا بالتوافق أو الانتخابات، وليس الاحتجاجات.