في تطور جديد للتوتر الذي تعيشه ليبيا، أعلنت مجموعة من أهالي الجنوب، تصدر نفسها كقوة مناصرة لسيف الإسلام القذافي (نجل معمر القذافي، والمرشح للانتخابات الرئاسية)، نيتها لتشكيل حكومة ثالثة تدعم الجنوب الليبي.
وأرجعت القوة المناصرة لسيف الإسلام القذافي، في بيان، مطلب "تشكيل الحكومة الثالثة" إلى التهميش والإقصاء، اللذين عانى منهما إقليم فزان جنوب البلاد طيلة فترة حكم جميع الحكومات المتعاقبة على ليبيا منذ ثورة 17 فبراير/شباط 2011.
ودعت منتسبي الجيش من أبناء الجنوب العسكريين إلى الانسحاب من المؤسسة العسكرية، وتشكيل قوة موازية في الجنوب لتأمينه وحمايته،
في الوقت الذي طالبت فيه بضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية دون إقصاء، بعد الإفراج عن القائمة النهائية لمترشحي الرئاسة.
ما أعلنته مجموعة أهالي الجنوب يصب بدوره في تغيير ديموغرافي يحصل الآن في ليبيا شرقاً وغرباً، ما يشير إلى تغير في خارطة الصراع في البلد المنقسم، خاصة أنها تدعم القذافي المدعوم روسياً وجزائرياً.
سيطرة التشاد على مناجم ذهب بالجنوب..
ما يزيد الانقسام ضبابية هو دخول التشاد على الحدود الجنوبية لليبيا، والسيطرة على 6 مناجم ذهب كانت تابعة للحكومة الليبية، بعد وجود مكونات ليبية من الجنوب الليبي من التبو والطوارق، هذه القبائل التي لها امتدادات في الجزائر والنيجر والتشاد، ما سهل عملية دخول التشاد باعتبار وجود امتدادات لهم في الجنوب الليبي.
الشرق الليبي.. هجرة ذكية
من الجنوب إلى شرق ليبيا هناك موجات نزوح واسعة، من مئات المصريين الذين يدخلون يومياً إلى شرق ليبيا بتسهيل من السلطات المصرية والليبية في المنطقة دون أي رقابة، ما أسفر عن زيادة المكون المصري بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة ووجود عشرات الآلاف من المواطنين غير المسجلين في ليبيا.
يقول نائب آمر الغرفة العمليات المشتركة ببنغازي سابقاً، العقيد سعيد الفارسي، لـ"عربي بوست" إن حفتر يسهل دخول المصريين إلى ليبيا لسببين، الأول سياسي والسبب الثاني عسكري، السبب السياسي لأنه إذا لم تسمح الدول المتدخلة في ليبيا بنشوب حرب، وسارت الأمور تجاه انتخابات لفرض التغيير السياسي، فإنه يستعين بأبناء القبائل من أجل دعمه كأصوات ناخبين له، خاصة بعدما أعلنت المفوضية للانتخابات في ليبيا عن وجود حوالي 800 ألف رقم وطني مزور في ليبيا لأفراد لم يكونوا مدرجين على لائحة الانتخاب من قبل.
ويشير الفارسي إلى أنه في حال نشوب الحرب، فإن قبائل شرق ليبيا التي كانت مناصرة لحفتر سابقاً قد رفعت أيديها عن دعمه بعد جملة من الأزمات التي أحدثها في المنطقة الشرقية، زادت بعد سيطرة أبنائه وأقاربه على الأرض بشكل فج، لذا فإنه يبحث عن بديل لهذه القبائل كي يحقق بهم دعماً عسكرياً له على الأرض، حتى يساندوه في حال اضطُر للجوء إلى الحسم عن طريق التدخل العسكري".
وكان مدير مصلحة الأحوال المدنية فرع بنغازي، العميد أسامة الدرسي، قد خاطب جميع الجهات ذات الاختصاص وحمَّلهم مسؤولية أي خروقات وتجاوزات قد تحدث بعد قيام جهات غير شرعية بإصدار إثبات شخصي لأشخاص ليس لهم أي قيد بالسجلات المدنية، معتبراً الخروقات انتهاكاً للهوية الليبية، حسب تصريحه.
يُذكر أن سيف الإسلام كان قد ظهر للعلن بشكل مباشر أثناء تقديم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي (2021)، في مدينة سبها جنوب البلاد، حيث يحظى بقاعدة شعبية كبيرة، وباهتمام كبير، وكذلك بالحماية.